سلطة الأمطار تفوق سلطة المجلس الجماعي لسيدي المخفي.
✍️:حدو شعيب.
بالماء البني اللون للأمطار الرعدية و الفيضانات يسجل تاريخ إقليم ايفران ما صنعته الأمطار في قرية سيدي المخفي ومدن أخرى من مشاهد الغرق والارتباك والقلق، يضعنا أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما الانحناء أمام العاصفة حتى تعود حليمة إلى عادتها القديمة حاملة شعار “قولو العام زين” في انتظار أمطار رعدية جديدة وغرق جديد وبكاء جديد، أو استثمار ما حدث، لمساءلة واقـع الممارسة التدبيرية في الكثير من المجالات الترابية في ظل ما تتخبط فيه المدن والأرياف من أزمات مرتبطة بالصحة والتعليم والأمن والمرافق العمومية والبنيات التحتية والفضاءات الخضراء ودور الشباب والرياضة والسكن والمواصلات وغيرها، ونرى أنه لابديل لنا اليوم، سوى سلك الخيار الثاني، لأن ما حدث، يقوي الإحساس بانعدام الثقة في صناع القرار الترابي، ويعمق بؤرة الهروب من السياسة ومن العزوف الانتخابي، ويؤسس لمفهوم للممارسة الحزبية والسياسية، مقرون بالعبث والمصلحة والأنانية والانتهازية وتسلق الدرجات.
إذا كنا نترقب التقرير النهائي لعمل “اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي” والذي يعول عليه لبلورة “نموذج تنموي جديد” تتحقق معه أهداف التنمية ومقاصد النهوض والارتقــاء، فلا يمكن أن يحقق هذا النموذج التنموي الأهداف المرجوة، ما لم يتم وضع عمل الجماعات الترابية “تحت المجهر”، والرهان على تحريك آليات الرقابة والحكامة حرصا على المال العام من أن تطالعه أيــادي العابثين والوصوليين الذين حولوا الكثير من المدن إلى “مدن بدون حياة” فاقدة لأدنى شروط الجاذبية والإشعــاع.