طفلة مغربية في عمر العاشرة تصدر مجموعة قصصية بعنوان « آيريس وطفلة الشمس »
سعيدة الرياحي
آية حمدون طفلة قاصة مغربية ملهمة تدرس بالصف الخامس ابتدائي لا يتجاوز عمرها تسع سنوات، حين كتبت مجموعتها القصصية المتميزة « آيريس وطفلة الشمس » جاءت من الهامش ككاتبة قصص قصيرة ومولعة بالتشكيل.
« آيريس طفلة الشمس » الصادرة حديثا عن منشورات النورس، هي قصص موجهة للبراعم لكنها محملة بنَفَس الكبار وأسئلتهم، لأن خيالها يسائل قضايا كبرى بطريقة مبدعة وحالمة، يقول الأستاذ عبد الرحمان بوطيب في تقديمه للمجموعة القصصية للطفلة الصغيرة آية حمدون: « نؤمن، كغيرنا من المتتبعين للساحة الثقافية، وكغيرنا من الملاحظين، بأن في أعماق كل مبدع كبير يسكن طفل مشاغب، طفل جميل، مشاكس، لا يهدأ له بال حتى يعصر من قلب الذات الراشدة المبدعة المسكونة بطفل، ووجدانها وعقلها، وازنَ تعبيرات أدبية جمالية، بفيض إبداع منها وتفرد وتميز.
تلكم قاعدة عامة، على وجهٍ من أوجهِ العموم، بَيْدَ أن الحال مع « آية » حالٌ خاصة، إذ تنقلب الآية من حدِّ عامِّ قاعدةٍ، إلى حد خاصٍّ منها، فنؤمن ــ بديلًا عن عامّ القاعدة ــ بأن في أعماق كل طفلٍ يافعٍ غضٍّ يسكن مبدعٌ كبير… كامنٌ، منزوٍ، منتظرٌ فرصةَ انطلاقٍ في رحيب آفاق، إنْ هو حظي، وهذا حقه، باكتشاف مبكر، ونَعِمَ باحتضان مسؤول.
الشاخصُ من قولٍ ــ إن كان لابد من بَيِّنَةٍ على سابق مشارٍ إليه ــ هو قولٌ آيةٌ من طفلةٍ آية… قالت، فاتحةً شهيةَ تلقٍّ: (الشمس غاضبة… والأرض خائفة أن تحترق)، وكأننا بها تصفع وجوهًا لاهيةً عن واقع حال عامٍّ لا تستقيم معه حالٌ خاصةٌ لأطفال، عسى أن تستفيق قلوبٌ غافلة، وعقول مُخَدَّرة نائمة، في غَيِّها سادرة، من لهوٍ وغفلة وانشغال عن مشترَكٍ كونيٍّ مأزومٍ ».
تمتح المجموعة القصصية من متخيل واسع من الخيال العلمي، إلى ذلك التداخل بين عوالم المدينة وما فرضه تطورها الحضري والقرية والانتقالات الجريحة التي رافقتها، وتلك العوالم القصية لمبدعة صغيرة بخيال كبير، تصوغ بلغة أنيقة عباراتها ورؤاها إلى الزمن والتاريخ والإنسان، برؤية تتجاوز بكثير عمرها ومستوى أقرانها، آية حمدان هي آية متميزة تضيء سماء الإبداع المغربي، بباكورة عملها الذي نتمنى ألا يكون بيضة الديك، لأنها طاقة واعدة ومتميزة.