احتضن المركب الثقافي »أنفا » نشاطا ثقافيا
علال بنور/ الدار البيضاء.
احتضن المركب الثقافي أنفا، مساء يوم السبت 18 يناير 2025، لقاء ثقافيا مع الأستاذ الباحث والخبير الاقتصادي عبد العالي بنشقرون. في عرضه للوحاته الفنية، وفي نفس القاعة، نظمت مائدة مستدير لمناقشة وتوقيع كتابه الموسوم ب Réflexions ouvertes pour un développement souverain au Maroc.
قدم الأستاذ والخبير الاقتصادي نور الدين سعودي صديق الكاتب، عرضا وافيا مستفيضا، مدققا في اشكالية الكتاب، موضحا القرارات السيادية في بعدها الأمني، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، متجاوزا المفهوم الكلاسيكي لمعنى السيادة. كما قدم قراءة لمضامين الكتاب بطريقة تركيبية، مستنتجا عدة خلاصات.
تندرج مضامين الكتاب في القضايا التالية: إشكالية وتحدي ارساء الدولة الاجتماعية – سيادة الطاقة والطاقة المتجددة – السيادة الصناعية نموذجي صناعة السيارات وصناعة الطيران – الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يشكلان تركيبة أساسية لتنمية سيادية – الفاعلون في التغيير السيادي. تلك أهم القضايا التي ناقشها الأستاذ نور الدين سعودي.
ثم تناول الكلمة الاستاذ بنشقرون متحدثا عن مضامين كتابه، فوقف عند قضية بناء الثروة وموقع الدولة من التنمية بمفهومها الشامل، كما تحدث وبإسهاب عن القطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة وسكن… ومن جهة أخرى، وقف عند دور موقع دولة التنمية الاجتماعية كمفهوم أساسي في حفظ الأمن والأمان، مراعاة لما يعرفه العالم اليوم من تحولات سريعة نحو تعدد القطبية، فتساءل عما هو القطاع الفارز للقطبية؟ كما تطرق الأستاذ بنشقرون إلى أن الدولة الناجحة، هي تلك التي تضع من بين اهتماماتها انشاء مجتمع متجدد في التحديات جهويا ودوليا.
كما تطرق إلى قضية الأسرة، معتبرا أن خصوبة المرأة، قد عرفت تراجعا خطيرا في السنوات الأخيرة، الشيء الذي أدى إلى تراجع النمو الديموغرافي. لذلك يعتبر الباحث أن الدولة الاجتماعية من مهامها إعطاء الأولوية للعنصر البشري، باعتباره أساس كل تنمية، وبالتالي إعطاء الاهتمام للقضية الديموغرافية في بلادنا. ومن جهة أخرى، تطرق الباحث إلى أن المغرب يعرف تراكمات كمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، غير أنه تبين أن المغرب في حاجة إلى التراكم النوعي.
وفي مستوى آخر بين قضية الكفاءات المغربية بكوادرها المهاجرة إلى الخارج أو تكونت فيه، أنها وصمة عار على الدولة في التفريط، في هذه الكفاءات. فاقترح على الدولة أن تمهد سبل ووسائل عودة هذه الأطر إلى ارض الوطن، للمساهمة في مشروع التنمية التي تعتبر حجر الزاوية في كل التنمية.
كما تطرق الأستاذ إلى قضايا أخرى، يمكن أن نلخصها على الشكل التالي: السيادة الطاقية مرتبطة بالقطاع الاجتماعي والصناعي – علاقة الطاقة بالماء، معتبرا أن الدولة تأخرت كثيرا في انجاز مشروع تحلية ماء البحر – ارتباط قطاع التعليم والبحث العلمي بالتحولات الصناعية والطاقية – الفساد المستشري في جميع القطاعات – النمذجة الاجتماعية والاقتصادية مشلولة المهمة المنوطة بها، باستثناء الوظيفة السياسية – سعي بورجوازية الريع للوصول إلى السلطة.