النافورة « المسخرة »
بن احمد/سطات
المنظار/محمد فتاح
تعد النافورة من المظاهر المألوفة في العديد من الأماكن وخصوصا الحدائق، تتدفق منها المياه في كل وقت وتضفي رونقا وجمالية مما تساعد كل من يعشق الفسحة والجلوس في الحدائق على التخلص من التوتر والضغط النفسي، لأن صوت الماء ومنظر النافورة يبعث الراحة في النفس ويساعد الجسم على الاسترخاء، وهذا ينعكس على صحة القلب والدماغ، كما تخلص الهواء من الملوثات وتحسن جودته بشكل كبير، كما تعطي جوا من البهجة وتحافظ على رطوبة الهواء، خصوصا في أوقات الليل وفي فصل الصيف.
في مدينة ابن احمد إقليم سطات، توجد نافورة بالحديقة العمومية، كلفت الجماعة ميزانية خيالية لكنها لا ترقى إلى مستوى نافورة بالمعنى الحقيقي، ولم تكن في مستوى الهدر المالي الذي صرف عليها، فهي أولا وضعت على أرضية غير مستوية وبكيفية هندسية مرتجلة ثم إنها مجرد حوض مائي لجمع المياه الآسنة التي تفوح منها روائح كريهة تزكم الأنوف نظرا لعدم خضوعها للمعالجة أو للتغيير لأنها دائما معطلة عن التشغيل مما جعل الإهمال يطالها ويؤثر على أدائها و يحولها لبركة مائية امتلأت جنباتها بالنفايات والاوساخ وغاب عنها منظر النافورة وهذا ما يلاحظ في الصور بشكل جلي.
والسؤال المطروح بعد هذا السرد، ينصب حول مصير هذه النافورة التي تشكل فضيحة تتعلق بتبذير المال العام الذي لم تبحث أي جهة عن مصيره، ولم يطالب أحد بالمحاسبة لا من قبل ولا من بعد، والتي أصبحت تحتضر أمام أعين المسؤولين. فهل هناك قصد للإبقاء على هذا الوضع انتظارا لحلول موعد التخلص منها واجتثاثها من الموقع من أجل تصريف الصفقات المشبوهة، وإلا فلماذا الإهمال الذي يطال هذه النافورة التي تمثل الوجه السياحي لمدينة ابن احمد بحكم تواجدها في الحديقة العمومية الوحيدة بالمدينة، كما أن المكان الذي شيدت عليه هذه النافورة من أكثر المواقع استقطابا لزوار المدينة ولمختلف الشرائح من المواطنين. فلماذا الإبقاء على هذا الوضع المخزي الذي يبعث عن الأسف ويحول النافورة بصفة خاصة والمدينة بصفة عامة إلى مسخرة.