رجال الأمن المغربي، عيون لا تنام من أجل طمأنينة الوطن
المنظار
مرات عديدة، ضبطت الأجهزة الأمنية بالبلاد خلايا نائمة، كانت تستهدف في خططها زعزعة الأمن والاستقرار، بإيعاز من جهات خارجية، وأن هذا الفكر المتطرف والظلامي كان يتحين الفرص..
وقد أكدت العديد من المؤشرات، أن هذه التيارات التي تستخدم الدين لنوايا سياسية، ما فتئت تتحين الفرص، لنشر الفتنة بين الناس، كالدعوة التي ينشرها البعض وفي عز أزمة الجائحة ويصرون على أن تفتتح بيوت الله للعبادة والأذكار، ولا يعملون بوصايا خالق العباد في حته سبحانه وتعالى لعباده من خلال قوله عز جلاله: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
هناك من له نوايا غير تلك التي تحث عليها العقيدة الإسلامية، والتي ما جعلت للناس في الدين من حرج، إن كان يسعون بإيمانهم لإرضاء خالقهم ورب الكون، وأن معنى العبادة في العقيدة الإسلامية، يتحدد ويتجدد بالسعي لصلاح البلاد والعباد، هكذا تدخلت عناصر الأمن الوطني بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، لصد شخص عن رغبته في الولوج عنوة لأحد المساجد، بعد سريان مفعول الإجراءات التي أمرت بها السلطات الصحية، للتخفيف من حالات انتشار الوباء والذي سجل خلال هذا الصيف أرقاما مخيفة، يبدو أن الشخص الذي أوقفته الشرطة كان له مناصرون، وتوحي أزياؤهم أنهم من أولئك الذين استوردوا فكرا وفهما للعقيدة من مواطن تعرف توترات ملحوظة، وأنهم في ممارستهم للشعائر الدينية يحملون مواقف سياسية غير ديمقراطية وغريبة عما تربوا عليه المغاربة من سماحة وتعايش بين الديانات التي عرفتها بلاد المغرب الأقصى..
إن التحذيرات، التي أمر بها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كانت صائبة في هذه الظروف بالذات، حيث توجد لدى البعض مواقف يريدون استغلال الظروف لنشرها وفرضها على عامة الناس. لكن نلاحظ أن المواقف الاستباقية للأجهزة الأمنية، تتعقب وتترصد هذه الطوائف المندسة في قلب المجتمع المغربي، قد باتت الأحداث تؤكد عزلتها عن الناس، وأن كل الدعاوي التي تنشرها بالوعظ الكاذب والنفاق الاجتماعي ليس لها في نهاية المطاف، سوى أهدافا سياسية مقيتة، ولا تأخذ بعين الاعتبار أن الأمة المغربية ذات التاريخ العريق، قد أدركت بهذا الشمال الافريقي معابر لحضارات زاخرة بمساهمتها في الثقافة الكونية، وأن أي فكر يدعو للانغلاق والجمود العقائدي لا مكان له بين أهل المغرب.