المشهد السياسي المغرب والممانعة في تجديد النخب
بقلم عبد الحق الفكاك
قد يبدو واقع الحال أنهم لم يستجيبوا لمطالب الشعب .. أو أنهم لم يفهموا جيدا انتظارات المواطن المغربي، المتطلع إلى التغيير.. أم تراهم بالمرة لم يتسمعوا لا لنبضات الشارع.. ولا للخطابات الرسمية الداعية إلى التشبيب وتجديد النخب ..
بل إن الأحزاب نفسها سرعان ما تنكرت لأديباتها، وما دار في الكثير من منتدياتها السياسية والتي لطالما رفعت هي الأخرى » شعار تشبيب الحياة السياسية » بعد أن ظلت تكرره على مسامعنا في كل لحظة وحين … حتى كدنا نصدقها !!
والآن، وقد جدد ترشيحه معظم زعماء هذه الأحزاب السياسية، منهم من حافظ على دائرته الانتخابية وكثير منهم رحل عنها لوجهة أخرى.
المهم ها هي ذي صورهم، وقد ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن ترشحهم للاستحقاقات المقبلة… إعلانات كان يجب أن تتضمن على الاقل الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي المزمع تنفيذه، بما يتيح للناخب إمكانية التقييم و المقارنة ..
لكن يبقى اللافت للنظر هو إصرار الوجوه القديمة، على خوض الانتخابات المقبلة، هذه الوجوه التي يعرفها الجميع بما لها وما عليها، خاصة وأن منها من تحمل المسؤولية لسنوات طويلة ..
لا شك أن عودة هؤلاء المرشحين القدامى يعتبر حقا يكفله الدستور المغربي، كما يعبر هذا الترشح عن طموح مشروع، ولعل من بينهم أناس ذووا كفاءات عالية أكدتها التجارب السابقة، وربما عاد بعضهم اليوم للتباري بعد أن تخلف عن المواعيد الانتخابات الفارطة لأسباب قاهرة .
صحيح من هؤلاء الوجوه من عاود انتخابه لأكثر من تلاته مرات ومنهم جاوز العشرة مرات، حتى أنه استحق لقب قيدوم المنتخبين .
نعم أنها ليست مهنة ولا وظيفة، بل هي انتداب وتكليف من الشعب قصد تمثيله وإيصال صوته إلى المسؤولين.. لذلك لا ينبغي أن تتخدد هذه المهمة الشريفة كحرفة يمتهنها البعض فلا يتركها إلا مضطرا بسبب المرض أو الوفاة .
اكيد أن هناك من الشباب منهم في مستوى المسؤولية.. وقد أبلى البعض منهم في الولاية السابقة وأظهر كفاءته سواء في التسيير أو المعارضة.. لذلك كان الأجدر أن تعطى الفرصة لهؤلاء حتى يقولوا كلمتهم في البناء والتنمية .
ولأن ما شاء الله فعل وما قدر كان.. فلا يسعنا إلا أن نرحب بمرشحينا القدامى منهم والجدد.. أملنا فيهم أن يخوضوا حملات انتخابية نظيفة تعتمد على المكاشفة والاستماع لصوت المواط.ن
يتبع ./ .