أجواء الحملة الانتخابية
المنظار
فرق صغيرة مكونة من شباب وشابات، يرتدون صدريات بها رموز الأحزاب، وفي بعض الأحيان هناك من يستخدم الأطفال، لتوزيع المنشورات فقط، أو وضعها داخل علب الرسائل بالبيوت والعمارات. قد ترافقهم سيارة المرشح الذي وضع عليها صور الفريق الذي أعده لخوض الرهان.
يمرون طيلة فترات النهار، أو قد تشاهد سيارات تعبر الشوارع أو مركونة في زوايا من الأزقة وعليها ملصقات من كل الجوانب..
الرموز تتكاثر، حتى يصعب على الناس عدها أو تذكرها.. بعض المرشحين يذكرون الناس، بأصولهم العائلية أو أن هنا، كان بيت الوالد أو الوالدة.. في الاستحقاقات كل الطرق تؤدي إلى روما، علما أن الطريق إلى روما واحد.
في بعض الأحيان يثير انتباهك سيارات تمر من الشارع، الواحدة تلو الأخرى ويستخدمون أصوات المنبهات لإثارة الفرجة بمرورهم، رأيت فيلقا من الشباب يعبرون الحقول للوصول إلى تلك الخيمات البعيدة لتوزيع المنشورات التي لا أحد له الوقت لقراءتها.
في المقهى الزبناء، يأخذون المطويات والمنشورات بلطف، البعض يطويها ويدسها في الجيب، البعض الآخر يمعن النظر في المترشحين والمترشحات أكثر، ثم تكثر التعاليق.. ما يفاجئ فيها أن هناك من لم يسجل نفسه بالقوائم الانتخابية، لكنه يجدها فرصة للحديث في السياسة وخباياها التي يعتقد أنه أدركها.
المرشحون، لا يراهنون على التوزيع، لأنهم يدركون تأثيره المحدود، لكنهم يلتجؤون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه جمل قصيرة للناخبين، ويأخذون من الأحياء، صورا تذكارية على مرورهم من هنا وهناك، لم تعد الحملات كما كانت، بالشعارات والقوافل لأن الزمن تغير والناس تغيروا أكثر العديد منهم يعبر عن امتعاضه الواضح من المسلسل برمته.
العارفون بالاستحقاقات، ومن تعاقبوا على الكراسي، كونوا منها خبرات احترافية، يدركون جيدا طرق ضمان الأصوات، وبعدها يبتدئ الرهان بتفصيل الدوائر وأين تتوافر لهم الحظوظ وأين تنعدم .
هؤلاء يراهنون في كل حي وفي كل مجموعة سكانية، على العناصر المؤثرة، عادة من النساء، ويعقدون معهن اللقاءات من أجل الوصول إلى ضمانات فعلية، والبعض منهم لا زال متشبثا بأن يفتح كتاب الله ليقسموا أمامه أن لا أحد غيره في الصندوق.
في الظاهر لا زالت الأجواء تفتقد للحماس المطلوب فيها، الناس لا زالوا بقوة منشغلين مع أخبار الحالة الوبائية ومواقف الجزائر المتناقضة والمتباينة مع موقف المغرب. ومستجدات العلاقة بين المغرب وإسبانيا والدخول المدرسي والجامعي ويعلقون بسخرية على عودة رئيس الحكومة إلى قشابته البيضاء..
في مواقع التواصل الاجتماعي، هناك المتخصصون في النوادر عن الاستحقاقات، بالتركيز على الأسماء التي تحمل إيحاءات خاصة تنسجم مع أهواء بعض الظرفاء في صناعة النكت.