آن الأوان لإجراء نقد ذاتي
الأستاذ والمحامي الدولي، صبري الحو
آن الأوان للدفاع والحقوقيين من كل المواقع جمعوية اعلامية نقابية سياسية، الذين تولوا المؤازرة في مجموعة من الملفات الحقوقية، القيام بنقد ذاتي ومراجعة بنيوية لطريقة الدفاع، لأنها أتت وانتهت في جميع الحالات ضد المحكومين، ولم يسلم منهم أحدا، بل انهم نالوا احكاما قاسية.
ومن السهل دفع المسؤولية والقائها على الغير، والتباكي باللوم على باقي المراكز في القضاء او ادعاء التأثير عليه. وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، فإننا لم نسمع يوما عن جرأة للاعتراف بدرجات قصورنا في جهة الدفاع، واجراء تحقيق قانوني موضوعي للنظر أين اعترى القصور طريقة نيابتنا ومؤازرتنا للأطراف، فبذل العناية تعني التركيز أكثر في أدوات عملنا واختصاصنا.
فالدفاع في الملفات الحقوقية غالبا ما يركز في مرافعاته على الجانب السياسي والجوانب العامة فيها، ولا يعتني بدراسة الملفات و تمحيصها من الناحية القانونية، و يستكين الى اعتماد تكتيك الانفعال و التشنج مع هيئات الحكم، او هيئات التحقيق، والنيابة العامة والمطالبين بالحق المدني ودفاعهم أو الانسحاب أثناء تحقيق الملفات و مناقشاتها، ولا تفهم أسباب ترك المؤازر وحيدا في منتصف الطريق او على وشك نهايته.
و يتم اهمال الجوانب القانونية العضوي والمسطرة، وعدم الدقة في اثارة الأسئلة المنتجة في القضايا، ولا المطالبة بملتمسات القيام بخبرات او الاستماع الى شهود وغيرها، و قد نفسد من حيث لا ندري فرص نحاح دعاوي وقضايا موكلينا.