نهضة مسرحية أو « هيطة » موسمية!!
بقلم: سدي علي ماء العينين ،
تجدون رفقته ،نماذج من ملصقات حاولت جمعها بالفيس وعبر صفحة المواعيد المسرحية لارفقها بمقال اليوم:
عشرات المسرحيات تعرض بقاعات بمختلف المدن، وكأننا أمام إقلاع مسرحي يوحي بوجود حركة مسرحية وطنية جديرة بالانتباه، وجوه معروفة، وأخرى لم نسمع بها من قبل، وربما لها تواجد جهوي، مؤلفون ومخرجون لا نعرف عنهم شيئا، مسرحيات لا نجد لها اشهارا عبر القنوات العمومية ولا المذياع ولا حتى وكالة المغرب العربي للأنباء،
جميل جدا هذه الصحوة التي تعرفها العروض المسرحية شهري مارس وابريل بمناسبة يوم المسرح، والأجمل هذا التنوع المجالي حيث تشمل العروض مختلف جهات المملكة، كل هذا جميل، والحمد لله اننا بدأنا نسمع عن عروض مسرحية، لكن كل الخوف أن تكون هذه العروض مجرد عروض يوجبها الدعم، تعرض اربع مرات كما تنص دفاتر التحملات فتقبر لننتظر العام المقبل لإعداد مسرحية جديدة بوجوه مختلفة لتلقي دعم جديد، في تقديري أن بلادنا يجب أن تواصل تشجيعها للمسرح لكن برؤية أكثر شمولية، فالزيادة في حجم الدعم يكون بإشراك مجالس الجهات، على أن تعرض كل مسرحية بكل الجهات في جولة فنية، و قبل العرض يمكن تقديم برنامج مسارات للتعريف بالفنانين والكتاب والمخرجين، كل هذا بمواكبة إعلامية عبر القنوات العمومية للإعلان عن موعد العروض، ولما لا تسجيل بعض منها قصد عرضها على الشاشة في نهاية الموسم، و تخصيص فقرات بنشرات الأخبار لاستضافة أبطال هذه العروض.
ولتكريس ثقافة المسرح يمكن إعادة إحياء المسرح المدرسي وتقويته، مع خلق علاقة تكاملية مع المسرح الجامعي.
المسرح ابو الفنون، وما أحوجنا للمة عائلية لحضور عرض مسرحي نتفاعل معه ونستنشق عبقه، هذا ما يخلق التماسك الأسري، وهذا ما يربي الناشئة، وهذا ما يحفز على الخلق والإبداع..
وطننا جدير بأن يقود فيه الفن ثورة لتصحيح الانحرافات في اوساط الشباب، وتوجيه الرأي العام لاحتضان قضايا المجتمع من فوق خشبة المسرح.
نحتاج لخشبات تختزل الوطن في صرخة وضحكة وحركة فوق خشبة المسرح، لكن حذاري أن تكون هذه العروض التي نفرح بسماع تنظيمها أن تكون مجرد واجهة لصرف الدعم العمومي، وأن ظاهرها مسرح وباطنها موجة عابرة لبعض تجار اقتناص الدعم العمومي،
مسرحنا المغربي له تاريخ، و من حقنا أن نحلم بعودة المسرح إلى أوجه وتوهجه،
فهل تعتبرون ؟
أكادير ،مارس، 2022
