كأنك ما كنت يومًا
لبنى حمادة/مصر القاهرة
تعود محمولًا على قدميك
تجرجر خيباتك ،
و ندمي
كما ودعته في صباحاتك الأولى
محقونُا بأكسير التيه
منتشيًا بلذة الخلاص
مغيبًا من تأثير وهمك
جثة تتدلى من سقف العالم
مغدورًا برصاص الفقر
تعود محنيًا في ظرف قديم
مرفقًا بوصية أبي
معبأ في حقيبة أمي ..
كوجبة مجانية حصلت عليها
وهي تفتش عن احتياجات بيتنا
وجه بلا ملامح ،
رأس بلا متاهات
….. تبحث عن حقيقتك فيّ
فلا تجد إلا انعكاس قصص اليتامى،
الأحلام المكفنة..،
والصمت الكبير
صدى استغاثة ظهري،
أطرافي المقطوعة أمس
و ذراعي المبتورة غدًا
أهم كي أواريك مني في صدري
و أدفنك ألف مرة في قصيدة
دون رثاء
فقط قليل من الدموع الطازجة
كأعتذار لهرتك الجائعة
فلا تترك خاويًا عاريًا حين تلتهم من حولك زنابق العزاء
هناك ما يغريني لأقتلك كل مساء
أعيدك إلى حيث تنتمي..
كلا شئ يذكر
زوبعة صادفت بيتنا
تركت لنا أحطاب للتدفئة
وكثيرًا من رماد
أقاوم الأن ..
لعل الليل القادم أكثر دماسة ،
لعل السماء تشتهي الدماء
تبرر الانتقام،
تقر بانتمائنا إلى اللا نهاية
…… و تؤهلنا إلى اللا طريق .