المملكة المغربية توسع من التحقيق والمشاورات بشأن حادث الاعتداء على مدينة السمارة
راجت بعض الأخبار تفيد بأن منفذي هذه العملية الإرهابية على المدنيين بمدينة السمارة ، تسللوا إلى المنطقة العازلة عبر الحدود الموريتانية، وقاموا بتوجيه تلك المقذوفات والمتفجرات نحو المدينة ، مستهدفين مدنيين عزّل، قبل أن يعودوا لتندوف عبر التراب الموريتاني.
وفي هذا الصدد، غادر أمس الثلاثاء، وفد عسكري مغربي، يرأسه المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الفريق أول محمد بريظ، العاصمة الرباط، في اتجاه العاصمة نواكشوط.
وبحلول الوفد العسكري المغربي بالديار الموريتانية يكون قد أجرى مباحثات أمس مع نظيره الموريتاني، بقيادة قائد الأركان العامة للجيوش الفريق المختار بله شعبان، قبل أن يشارك في وقت لاحق من يومه الأربعاء في أعمال الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المشتركة الموريتانية المغربية.
وإلى جانب ذلك، فقد استقبل وزير الشؤون الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، أمس الثلاثاء بمكتبه بنواكشوط، سفير المملكة المغربية بموريتانيا حميد شبار، حيث استعرض ولد مرزوق مع السفير المغربي، خلال هذا اللقاء، وفق ما كشفت عنه الخارجية الموريتانية في بيان لها، العلاقات بين الرباط ونواكشوط، إضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
فمنذ هذا الحادث الإرهابي والذي تبنته عناصر البوليساريو في بلاغ لها، فإن المغرب لم يبادر بالرد العسكري في هذا الوقت بالذات، الذي أعلن فيه ومن خلال بلاغ الوكيل العام بالعيون بتكليف الجهات المختصة للتحقيق والتحري في نوعية الأسلحة المستخدمة في الهجوم البربري والجهة التي تقف وراءه، لاتخاذ الموقف المناسب للرد.
ويلاحظ الجميع أن أسلوب تعاطي المملكة مع الحادث، تميز بتفعيل دور المؤسسات المعنية سواء من خلال التقصي أو توسيع المشاورات، بما فيها انتظار تقرير لجنة المينوسو الذي سيقدم للأمين العام للأمم المتحدة.
وأن هذا التوجه يؤكد مرة أخرى للخصوم والأصدقاء أن المملكة المغربية اختارت من السلم خيارا استراتيجيا بمنطقة الشمال الإفريقي وهي في موقف متقدم بالمقترح الهادف للتسوية السياسية للنزاع على أسس البديل التاريخي لمشروع الحكم الذاتي الذي يتميز بالواقعية والمصداقية.