حتى لا ننسى دور الطبقة العاملة في معركة التحرير الوطني، باستحضار ذكرى انتفاضة 8 دجنبر 1952

حتى لا ننسى دور الطبقة العاملة في معركة التحرير الوطني، باستحضار ذكرى انتفاضة 8 دجنبر 1952
شارك

تخلد الطبقة العاملة المغربية بقيادة الاتحاد المغربي للشغل الذكرى الثانية والسبعون لأحداث الدار البيضــاء، لاستحضار ملحمة الطبقة العاملــة الــمغربية وحركتها النقابية وانتفاضتهــــا الـــمجيدة يوم 8 دجنبر 1952، والوقوف بإجلال وخشوع ترحما على شهدائها الأبرار الذين سقطوا في ساحة الشرف تحت نيران رصاص الوحشية الاستعمارية، ولإحياء الكفاح البطولي للنقابيين الوطنيين الذين لقنوا العبر والدروس للهمجية الاستعمارية وضربوا أروع الأمثلة في التضحية دفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

في يوم 8 دجنبر 1952، شنت الطبقة العاملة المغربية إضرابا عاما بمدينة الدار البيضاء، تلبية لنداء القادة النقابيين الوطنيين، صدحا وانتفاضا من أجل المطالبة باستقلال المغرب وتضامنا مع شعب وعمال تونس إثر اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد. مما شكل تحديا كبيرا للسلطة الاستعمارية وإعلانا قويا عن بروز القوة الضاربة للطبقة العاملة المغربية بصفتها الشرارة المفصلية وطليعة معركة التحرير الوطنية.

وبالنظر إلى الاستجابة التلقائية والمكثفة لدعوة الإضراب العام الذي كان تنفيذه شاملا شل كل حركة في البلاد، أدركت سلطات الحماية خطورة الموقف وأبعاده البالغة التأثير على مستقبلها الاستعماري خاصة وأنه تزامن مع دراسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للقضية المغربية، فسلطت آلتها القمعية من عسكر وبوليس وخونة في هجمة شرسة ودموية رهيبة ضد المناضلين النقابيين والوطنيين والجماهير المحتجة، مرتكبة مجزرة رهيبة سقط فيها الأبرياء العزل من العمال، واعتقــــل وعذب القـــادة والـــمناضلون الـــنقابيون و على رأسهـــم الأخ المحجوب بن الصديق و رفاقه من القادة النقابيين رحمة الله عليهم،  الذين شكلوا النواة الأولى لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل.

إذا كانت أحداث 8 دجنبر 1952 قد سجلت بمداد الفخر للطبقة العاملة المغربية دورها الريادي في الكفاح الوطني وفي انتزاع الحق في الإضراب، فهي اليوم، وفي غمرة تخليدها لهذه الذكرى المجيدة، تواصل النضال بقيادة الاتحاد المغربي للشغل، دفاعا عن حقوق ومكتسبات العاملات والعمال وعموم المأجورين، صامدة في مواجهتها للمحاولات اليائسة التي تقوم بها الحكومة لتبخيس العمل النقابي، والتضييق على الحريات النقابية وفرض قانون تنظيمي تكبيلي لحق الإضراب عوض سن قانون يحمي هذا الحق الكوني الذي انتزعته الطبقة العاملة المغربية بالنضال والدم والذي كرسته كل دساتير بلادنا مند دستور 1962.

إن الاتحاد المغربي للشغل ومعه الطبقة العاملة المغربية، اللذان دأبا على تخليد هذه الذكرى بما لها من حمولة تاريخية هامة وبما يليق بها من إجلال، سيظل بكل وطنية، مترافعا متعصبا ومدافعا شرسا عن الوحدة الترابية لبلادنا كما يظل معبأ ومجندا للدفاع المستميت والوفي عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة المغربية وعلى رأسها الحق في الإضراب.

كما يجدد الاتحاد المغربي للشغل بهذه المناسبة الغالية، إدانته للعدوان الصهيوني الغاشم الذي يستمر في اقتراف أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني الأبي، ويؤكد تضامنه المطلق مع عمال وشعب فلسطين.\

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *