المواطن في مواجهة الضائقة الاقتصادية
حدو شعيب
ما فتئ المواطن البسيط يجتاز تداعيات كوفيد الاقتصادية والنفسية، التي ارهقت كاهله واتعبت جيبه، وافقرت أسرته، حتى نتفاجأ بالعديد من الظواهر الجديدة التي أبانت أن صبر المواطن المغربي كبير، وأنه فعلا سيوفى أجره بغير حساب من عند رب العباد.
طبعا بعد الجائحة وفتنة القفة ساعتها والمساعدات بدريهمات امسك بها باليمنى حتى انتشلتها فاتورة الكهرباء باليسرى. مواطن تائه عاجز عن التفكير، مشلول الحراك. تارة يسرق في واضحة النهار بالمواقف للسيارات، وتراه مفلس من غلاء المواد المعيشية، وتراه يعاني الويلات من غلاء الوقود، وطبعا وراء كل هذا مضاربين يتحججون سابقا بكوفيد واليوم بحرب اوكرانيا ولبنان وغزة وغلاء البنزين وغدا لا ندري، همه الوحيد استنزاف المواطن إلى اقصى حد ممكن. وبين هذا وذاك يتم حقنه بين الفينة والاخرى ببرامج تافهة ومسلسلات منحطة تقيس وعي المشاهد ومدى نضجه، وتصرف عليها أموال لم تنفق على المستشفيات والمدارس.
مواطن في مواجهة مع الضائقة الاقتصادية، وغول التفكك الاسري، وارتفاع مؤشرات البطالة في صفوف الوافدين على سوق العمل، وطبعا كي يتم تنفيس هذا الضغط ضخت اموال طائلة في برامج كثيرة اهمها برنامج اوراش، ولنا عودة فيه للحديث على تعثراته 250الف منصب شغل، فهل العمل لشهرين يعد شغلا؟؟؟؟
ومادام المواطن لم يشتك نهائيا من غلاء فواتير الماء والكهرباء، ومادام لم يشتك من ثبات أسعار النقل العمومي في ظل الجائحة، ومادام المواطن لم يقاطع المواد الغذائية الصاروخية الأثمان، ومادام المواطن لا يستطيع الاستغناء عن السيارة حتى أيام العطلة، ومادام المواطن يؤدي ضريبة مشاهدة البرامج التافهة ورفع نسبة المشاهدة، ومادامت القيم محتشمة والفضائح يزداد منسوبها، يمكننا القول ان الشعب المغربي ليس له مثيل في الظرافة والطيبوبة والتسامح وقبول الغلاء والسذاجة وموفور الصبر الذي سيجازى عنه يوم القيامة، وإلى حين قيامتها.