الخطر الذي يهدد الجامعة العمومية..

الخطر الذي يهدد الجامعة العمومية..
شارك

الدكتور محمد حمزة

الخطر الذي يهدد التعليم العالي هو ان الجامعة العمومية مهددة أكثر مما مضى بالسياسات اللا شعبية واللاديمقراطية التي تروم إلى الإجهاز عن الجامعة العمومية المفتوحة لبنات وأبناء الشعب المغربي الراغبين في تعليم جيد منتج مجاني وعصري، وذلك بتشجيع القطاع الخاص والاداء في مؤسسات الشراكة والتي سميت زورا عمومية ودمج القطاع الخاص في المرفق العمومي.

ان مشروع الحكومة والوزارة الرامي الى إدماج المؤسسات « المؤدى عنها » ضمن المنظومة الوطنية يعزز من شرعنة الخوصصة داخل النظام الجامعي، وغياب تمركز حقيقي حول الجامعة العمومية يفتح المجال أمام المؤسسات الخاصة لملء الفراغ.

ان مشروع ادماج القطاع الخاص في المرفق العام هو تغيير عميق في مفهوم القطاع العام الذي لم يعد حكرا على الدولة، وهذا يضعف دور الدولة ويطرح اشكال استقلالية الجامعة.

الوزارة والحكومة بمنطقها التقنو- نيوليبرالي تتسابق مع الزمن لتغيير عميق للفضاء الجامعي من جهة مؤسسات خمس نجوم للأبناء وبنات الاسر الميسورة، ومؤسسات عمومية مكتظة وآيلة للسقوط لأبناء وبنات الاجراء. والخوصصة هنا ليست مباشرة بل « زاحفة »، وخلفها منطق سياسي واقتصادي مقاولاتي لتسليع التعليم العالي ويفتح الباب أمام السوق والتنافس بدل الخدمة العمومية.

في إطار هذا التوجه المهمة الرئيسية للنقابة الوطنية للتعليم العالي الدفاع عن الجامعة العمومية لكيلا يتقلص فضاءها عبر تقليص فضاء المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح وعن تعليم عال جيد ومجاني قاطرة للتنمية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن استدامة مهنة الأستاذ(ة) الباحث(ة) وعن مطالبه المادية والمعنوية وكموظفين في الدولة وليس مستخدمين بشكل ممتد في الزمن، حتى يستطيعون مراكمة اعمال البحث والممارسة التربوية والبيداغوجية. هذا الصراع ليس بالهين انه صراع استراتيجي بين تصورين للجامعة المغربية وتصورين للمجتمع المغربي في الالفية الثالثة المؤسس على المواطنة والحداثة والديمقراطية والتضامن والابتكار والاجتهاد.

إن إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي لم يعد خيارًا، بل شرطًا أساسيًا للنهوض الاجتماعي والاقتصادي في ظل التحديات الراهنة والمستقبلية. ولن يتحقق ذلك إلا برؤية استراتيجية مندمجة، تضع الجامعة المجانية والمستقلة والموحدة والمتعددة التخصصات والبحث العلمي في قلب النموذج المشروع المجتمعي وفي مخططات التنمية، وتقطع مع المقاربات التقنوية والقطاعية الضيقة، التي تهمش الجامعة العمومية المفتوحة لبنات وابناء الشعب المغربي الراغبات والراغبين في تعليم مجاني عصري جيد ومنتج.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *