فوائد قوم عند قوم مصائب
بقلم عبد الحق الفكاك
لا شك أن صرف رواتب الموظفين قبل عيد الأضحى المبارك يشكل اعترافا ضمنيا بعجز هذه الطبقة من الشغيلة المغربية، عن توفير تمن الأضحية و التي عرفت أثمنتها هذا العام ارتفاعا غير مسبوق .
ولأن الكل يعلم بأن الأطر الصغرى والمتوسطة من الموظفين، تعيش في عجز دائم عن تسديد مصاريف أي طارئ مادي قد يواجه أسرهم وذلك بسبب هزالة الأجور من جهة و مديونية الاغلبية منهم .
وبعيدا عن الموظفين و المستخدمين في القطاع العام والخاص ، فإن هناك شعورا بالاستياء لدى السواد الأعظم من الشعب المغربي، وخاصة الفئات الشعبية حيث التذمر من الغلاء » الفاحش » الذي شهدته أسواق بيع المواشي والذي تجاوز القدرة الشرائية بخلاف الأعوام السابقة.
وفي ما تعزى أسباب ارتفاع أثمنة الاضحية الى غلاء العلف ومصاريف التسمين فإن المصالح المعنية تؤكد، أن القطيع هذا العام متوفر كفاية وسليم من الامراض ، غير أنه للأسف لم تتدخل بشكل حازم لحماية المستهلك من مزايدات سماسرة الأسواق، الأمر الذي جعل الأسعار تقفز إلى أعلى مستوياتها.
للأسف لم يتبق أمام المواطن المغلوب على أمره سوى خيارين أحلامها مر: فإما أن يستسلم للأبناك والحصول على قروض استهلاكية سيكلفه المزيد من التقشف وتعميق إحساسه بضنك العيش.
وإما سيضطر إلى عرض بعض ما يملك للبيع وبأثمنة زهيدة لعله يجمع مبلغا ماليا يمكنه من شراء الأضحية إسوة بجيرانه أو اقربائه .
وأيما كان الاختيار فإن الأمر يستدعي التدخل سواء من قبل الحكومة نفسها أو من طرف المحسنين والدين عادة ما يقومون بهذا النوع من العمل الخيري.
وما يُخشى هنا هو أن يتم استغلال هذه المناسبة الدينية، من قبل الكائنات الانتخابية والتي قد يتحرك سماسرتهم بهدف اقتناص الفرصة و تقديم خدماتهم مقابل استمالة الناخبين.. وهو ما قد يمس بسلامة الاستحقاقات المقبلة في بعض الدوائر الانتخابية .