برشيد المدينة التي لم يخذلها سوى من تربع على شأنها
عبد العزيز شبراط
خرج علينا مؤخرا رئيس المجلس الجماعي بخطاب، اعتبره بعض المتتبعين أنه يدخل في إطار منطق الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، وهو منطق لا زال يعشعش في أدمغة العديد ممن يقدمون أنفسهم إلى الانتخابات، وقد أطنب في تعداد ما انجزه للمدينة منذ توليه تسيير وتدبير شؤونها، وأعطى أرقاما حول تلك الانجازات، والتي لم تظهر على الواقع، بقدر ما كان بعضها يدخل فقط في إطار المنطق المشار إليه أعلاه ، هل يستطيع السيد رئيس المجلس الجماعي إقناعنا كيف تم استثناء بعض أحياء المدينة من إصلاح الأزقة وإعادة التعبيد دون غيرها؟ وهل بمقدوره تمكيننا من الأسباب الحقيقة لذلك إن لم يكن منطق » العشيرة والقبيلة » هو الذي تحكم في ذلك؟ حي بورحال مثلا أزقته كلها حفر، أصبح معها السير والجولان من الصعب بمكان بالنسبة للمركبات وحتى الدراجات، نفس الوضع تعرفه أزقة حي مادام تيتي، أما النظافة فحدث ولا حرج، في بداية هذه الولاية المشرفة على الانتهاء رفع المجلس تحديا من خلاله، وعد الساكنة أن مدينة برشيد ستصبح فلوريدا المغرب، لكن والولاية شارفت على الانتهاء، ازدادت المدينة أوساخا أكثرمن ذي قبل.
هذا المجلس الذي فقد بوصلته حتى غد قادرا على ضبط و ا غير قادر على فهم مشاكل المدينة وتدبير شؤونها، فالملك العمومي أصبح محتلا بشكل كبير إلى درجة لم تعد الساكنة تتحمل المشاكل التي تترتب عن ذلك، سواء غلق الطرقات أو الكلام النابي الذي يستعمل من طرف المحتلين، الأزقة والشوارع الداخلية فقدت جماليتها، جراء الفوضى العارمة التي يسمح فيها كل واحد بفعل ما يخدم مصلحته دون مراعاة للقوانين الجاري بها العمل، ولا حتى احترام جمالية الشوارع، فكل من يملك مرأب يسمح لنفسه تغيير معالم الشارع أو الزنقة وذلك بإضافة مستوى أعلى من أجل إدخال سيارته بالمرأب، وعوض خفض مستوى الرصيف ( الطروطوار) ليتمكن من ذلك هو يفضل وضع كم من الاسمنت المسلح فوق الزفت، وهو أمر مخالف للقانون و معيب بجمالية الشارع أو الزنقة، يحدث هذا في كثير من الازقة والشوارع بالمدينة، والمجلس الجماعي مشغول بمهام أخرى لا يعلمها إلا هو، نوجه انتباه المجلس ورئيسه لزيارة زنقة واد مازر بحي بورحال ليقف على نموذج مما نتحدث عليه، البعض الآخر من الساكنة استغل عدم اهتمام المجلس بالمساحات الخضراء المتوفرة ببعض الأحياء، فاقتسموها بينهم واتخذ كل منهم قطعة منها وسيجهز وكأنها ملكيته، وشرع في زرع ما شاء، من أشجار مثمرة و بعض الخضراوات، وذلك على مرأى ومسمع المجلس الجماعي، نموذج اليسر 2 وبالضبط مقابل مقهى نجمة النور، أما على مستوى السير والجولان ليس للمجلس أي رؤية بشأن ذلك، وليس هناك أي اهتمام لتسهيل المرور، حيث هناك أزقة ولضيقها يستحسن أن تكون ممنوعة من اتجاه أو على الأقل يكون فيها التوقف ممنوعا من جهة ومسموح بالأخرى، لكن كل هذه الأمور لا وجود لها في الفكر التدبيري للمجلس الجماعي، وأن العربات المجرورة بالدواب تصول وتجول كما كان الأمر ذات يوم بالمدينة قبل أن تنتقل إلى قطب حضاري، و أصحابها يفعلون ما يحلو لهم بالأزقة والشوارع دون احترام لأي قانون مروري، ولا من يتدخل لردع هذه السلوكات التي تضر بالسيارات وتشكل خطرا على الراجلين.
كثيرة هي الاختلالات التي تعاني منها هذه المدينة، والتي سنعود إليها قريبا بكل التفاصيل المطلوبة، أملا في أن لا تحاك ثانية فصول مسرحية من العبث الحضري.
ومن الضروري أن نؤكد أن المشاكل المثارة هي من صلب اختصاص الجماعة لكن رئيسها ومصالحها، ضاعت منهم الأهداف التي لم يرسموا لها توقعات وباتوا يضربون أخماسا بأسداس ويتركون المدينة وساكنتها نائمون على مشاكل لا تعد ولا تحصى وتقض المضاجع.