الجديدة: السوق المركزي ذاكرة تجارية

علال بنور

يحتل السوق المركزي المعروف عند ساكنة المدينة ب (ارشي النصارى )، موقعا جغرافيا مهما، يرجع بناؤه الى مرحلة الاستعمار الفرنسي، له ثلاثة مداخل يتوسطه ممر طولي، يؤثث جنباته دكاكين لبيع السمك والخضر والفواكه والورود ودكان لبيع الخمور

    
في زيارة لجريدة (المنظار) ،وقفنا على ان اغلب الأنشطة بالسوق ،محلات بيع السمك في ارتباطها بمطاعم متخصصة في قلي وشواء السمك ،وبذلك تحول السوق من وظيفته في بيع المواد الخضر الى وظيفة إطعاميه بالسمك ، تختزل علاقة المطعم بتاجر السمك في ان الزبون يقوم باقتناء السمك الطري حسب اختياره ليقدمه الى عامل المقهى لشوائه او قليه ، في مطعم به سفلي وطابق علوي اتار انتباه ( المنظار) لوحات فوتوغرافية معلقة على جدران المطعم السمكي ،لمواقع معمارية قديمة لمدينة الجديدة لا زالت شاهدة على تاريخها الى اليوم حيث تحافظ على ماضيها في حلة جديدة، كالبنايات والشوارع والفنادق واثار الحي البرتغالي ،الذي يرجع تاريخ بنائه الى عهد الاحتلال البرتغالي خلال القرن 16 م .
زادت الصور الفوتوغرافية من زينة المطعم ورونقه، الشيء الذي جعله يعج بالزبناء لافتراس السمك، وفي لحظة تأمل في جمالية المكان، اتار انتباهنا في الجناح المقابل للمطعم، مكتبة لبيع الكتب والمجلات القديمة، كتب على لافتة « المكتبة الجامعية »، فوضعت في ذهني مقارنة سريعة بين المكتبة والمطعم السمكي حيث اتواجد، فمن الغرابة، ان طاولات المطعم مملوءة بالصحون حيث اثار الافتراس، اما المكتبة فكتبها في رفوفها بدون زبون، ماعدا صاحبها الذي يحتل ركنا منها، يجلس على كرسي من العهد القديم.
سألته (المنظار) كم عدد الزوار في اليوم للمكتبة؟ ابتسم الكتبي ابتسامة الأساتذة ببراءتها قائلا: في أحسن الأحوال زائر في اليوم وفي اغلب الأحيان صفر زائر، قلت له المكتبة في البيت تقليد حضاري، وعادة اقتناء الكتاب، تعكس مدى انتشار المعرفة، بل ثقافة الكتاب صورة للسياسة التعليمية، فهدم المدرسة معناه هدم المعرفة ونهاية المجتمع.
الخلاصة التي يمكن ان نهتدي اليها اننا نحن المغاربة نبحث عن شهية البطن والفرج أكثر من اهتدائنا لشهية القراءة واقتناء الكتب والمجلات.