ماذا ينتظر المواطن من المترشح السياسي؟
بنور علال
ونحن على أبواب الانتخابات بفصليها الترابي والتشريعي، نجد مطالب المواطن من المنتخب السياسي أثناء الاستحقاقات الانتخابية، تختلف وتجتمع في مطلب حق توزيع الثروة بشكل عادل، لكنها تختلف مع راهنية المجال، فالفلاح البسيط يطالب بفك الألغام المضروبة عليه، من قبيل حاجته إلى شبكة الطرق لفك العزلة عليه، كما هو في حاجة إلى مد قنوات الري والماء الشروب والكهرباء، وكل ما يتعلق بمعيشه اليومي تلك هي مطالب المواطن القروي في باديته.
أما سكان المدن، فمطالبهم تقف أساسا، عند مطالب العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحق الاحتجاج عبر الوقفات والمسيرات، وحق الحصول على المعلومة من الادارات وحق التعبير بكل الوسائل السلمية، وتنزيل بنود الدستور. عكس سكان البوادي ترتبط مطالبهم بكل ما هو ملموس بعيدا عن المفكر فيه سياسيا، فهي مطالب معيشية يومية لا يهمهم اللون السياسي بكل تجلياته الفكرية والأيديولوجية، فالسؤال الرئيسي الذي يطرحه سكان البوادي على المترشح، هل بإمكانك تعبيد الطرق ومد قنوات السقي والماء الشروب وشبكة الكهرباء والمستوصف لتوليد النساء مع توفير الدواء، أما القيم الكبرى لا تعنيهم في شيء .
لذلك، فالصراع اليوم المرتبط بالحملات الانتخابية بين المكونات السياسية، هي معركة لا تعني في شيء المواطن، هي معارك خارج مطالب المواطن، فمعاركهم حول المقاعد الجماعية والبرلمانية فقط، وليس صراعا من أجل تخليق الحياة السياسية، فأثناء الحملات الانتخابية يتكاثر السماسرة كالجراد ويتزايد تجار اللوائح والتزكيات.
فالمعركة لم تكن بين المنتخب السابق الذي انتهت ولايته، والمنتخب الحالي الذي يطمح إلى أخذ نصيبه من الثروة والسلطة، فمعركتهم لا تعنيها تقييم التجربة السابقة في أخذ القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية السابقة، لذلك فقاموس التقييم غير وارد في ثقافتهم، فالاهتمام كل الاهتمام عندهم، يصب حول كم سيحصل المترشح على عدد المقاعد وعدد المناطق الانتخابية؟
اليوم أصبحت ظواهر جديدة مع انتخابات 8 شتنبر 2021 تتميز بالمواجهة الشرسة بين أصدقاء الامس في الحزب الواحد، ومن غرائبها الترحال والبحث عن تزكيات، لا يهم البرنامج ولا المستوى الثقافي ولا الثقافة السياسية ولو في أبجدياتها الأولى، فتزايد العداء بين الأحزاب بظهور محترفين جدد في بيع وشراء رأس اللائحة. فالأحزاب وأذيالها الذين يبحثون عن التزكيات يجعلون من الناخبين قطيعا يتاجرون فيه بطرق مدروسة.
فالمنتخب السياسي يتعامل مع الانتخابات بمنطق خاسر رابح، يطبق الطريقة المكيافلية بدون اطلاع ودراسة كتاب الأمير لنيكولا مكيافللي حول فكرة الغاية تبرر الوسيلة.
وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي على رأسها الجرائد الالكترونية في فضح الميكيافليون الجدد بالصورة والخبر.