هل صارت الأحزاب المتنافسة، متشابهة في استحقاقات 8 شتنبر؟
بقلم : عبدالحق الفكاك
دعونا نبتعد قليلا عن النقاش الدائر بين البعض، حول إمكانية نقلها لفيروس كوفيد 19 ؟ لنتساءل بكل براءة، عما تتضمنه هذه المنشورات الانتخابية التي تُنثَر هنا وهناك ويتبادلها الناس في ما بينهم .
قبل ذلك ، لابأس أن نسجل بأننا وفي غمرة انشغالاتنا اليومية، فقد لا نبدي اهتماما كبيرا لهذه المنشورات، بالرغم من أهميتها ودورها الفعال في تحقيق الفارق بين المنتخبين.
ولأننا قد لا نعطي لمضمون هذه المنشورات ما تستحقه من عناية ، بالقدر الذي تشدنا صور أصحابها وأسماء الأحزاب التي ترشحوا باسمها، فلا عجب أن تتم شخصنة العملية الانتخابية ككل، إذ لا ترقى التعليقات المسجلة إلى مستوى مناقشة المضمون الذي قلَّما يقدم تفصيلات حول نظرة الهيئة السياسية وطريقتها في معالجة مختلف القضايا الشائكة .
و اذا كانت الأخلاق، والتقاليد الديمقراطية تلزم المرشحين بالتباري وفق برنامج انتخابي محدد، فإن المنافسة الشريفة تتحقق من خلال قدرة المرشح على بسط أيدولوجية الحزب وفلسفته في طرح مختلف القضايا وطرق معالجتها .
لا شك أن ارتفاع نسبة الأمية السياسية لدى المواطن، وخاصة في العالم القروي يجعل من المستحيل الاحتكام لهذه المطويات أو جعلها محور النقاش في عملية التواصل الانتخابي ، كما أن معظم الدراسات الحديثة أكدت تراجع قابلية القراءة لدى المتعلمين انفسهم، الأمر الذي يُضعف من حظوظ اعتماد هذه المنشورات كأداة للتواصل والتحاور مع الناخبين.
وقد يتبادر إلى الذهن، أن توزيع هذه المنشورات على نطاق واسع فيه هدر للوقت وضباع للمال، لولا أن الأحزاب السياسية وجدت في وسائط إعلامية أخرى بديلا لها، كالنشرات الداعية والمتلفزة و مواقع التواصل الاجتماعي مع ما يعتريها من ضعف .
ومع كامل الأسف فإن هناك تقارب في وجهات النظر، يؤطر العديد من المداخلات لاسيما أثناء تطرقها إلى القضايا الاجتماعية بما فيها تلك التي تشغل بال الشباب .
إن تشابه هذه البرامج الانتخابية يدفع بالناخب إلى تكوين نظرة سلبية قد تدفعه إلى الاستخفاف بأهمية الاستحقاقات المقبلة، بما يجعله يقع في فخ العزوف عن المشاركة في التصويت بكثافة يوم الاقتراع.. لا قدر الله.
يتبع ./ .
