أخرجوا من جبة صمتكم يا حكماء التقدم والاشتراكية
يزيد مناديل
ربما يتساءل الكثير عن دور الحكماء و سبب غيابهم.
دور الحكماء :
مهما كانت درجة حكمة المسؤول أو القائد، فهو بحاجة إلى أن يكون من حوله حكماء، يساندونه بالرأي السديد والمشورة الصائبة، فكونه بشراً، فهو عرضة للصواب والخطأ. ومن هنا وجب عليه الأخذ برأي من حوله من الناس، ولكن ليس كل الناس. ولا سيما إن كان فاشلا في إدارة الأزمات التي يخلقها ولا يستوعب تداعياتها
للأسف فالديكتاتور همش الحكماء ولا يسمع إلا لنفسه، ووضع حوله مجموعة من النفعيين الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مستقبل المناضلين والحزب، وهمهم يتلخص في المزيد من الثراء.
ومن حول المضلل كذلك مجموعة من أهل السمر الذين لا يصلحون سوى للقيام بأي شيء ماعدا الاستشارة، والفئتان من البشر لهما شعار واحد في الحياة، وعندهما كلمة سقطت من قاموسهما ألا وهي كلمة « لا، » فهما كي يضمنا ود الزعيم، لا يفكران أبدا في قول « لا ». هؤلاء في تصوري هم من أغرقوا الشارع اليوم بالاحتجاجات، وتدمر عامة المواطنين، وهم أول من سيتخلى ويتبرأ من الزعيم الكارتوني.
ماذاعن نجاعة الحكماء في حل المشاكل الداخلية؟
بين الفينة والأخرى تنشب خلافاتٌ في التوجهات والقناعات، وهذه ظاهرة صحية للتجربة الديموقراطية الداخلية، يبقى تسييرها في يد الحكماء. هذه التبعة الثقيلة تستدعي الشجاعة الفكرية والتزام الحكمة والتشبث بأهمية الوحدة بين أعضاء الجسد الواحد.
إذا كان الخلاف مطروحًا بين البشر، فإن منهجية التعامل مع الخلاف تلعب الدور الرئيسي في تعميق الجرح النازف أو احتوائِهِ ورأب الصدع الناجم عنه.
ولا ريب أنَّ بعض المضللين ينفخون في النار لتؤجِّجَ لهيبها؛ إما تمسُّكًا برأيٍّ واحدٍ دون الآخر أو سعيًا لمصلحةٍ رخيصة، وهنا تكون سقطة الحكماء في نظر المناضلين أقسى ما يمكن. الهدم سهلٌ ميسور لا يتطلب الجهد المضنى الذي يلزم للبناء، كما أنَّ هندسة لمِّ الشمل أكبر مشقةً من القطيعة.
فالأزمات تكشف لنا عن جوانب الحكمة لدى أصحاب الحل والعقد وبراعتهم في تجاوزها وتطويعها للصالح العام. إذ أن العقل والحكمة أقصر الطرق للقضاء على الخلافات وشرور الفتن.
نصيحة :
على كلِّ مناضل أن يراجع مواقفه وألَّا يكون لبنةً في بناءٍ ينخرُ كالسوس في عظام حزبنا، كفانا تملُّقًا! فالواقع الذي نحياه لا يَمُتُ بصلةٍ لما يصوِّره بعض حراس المعبد.
إن الحكماء مدعوون للتدخل لوقف نزيف الاستقالات واندثار الحزب، حان الوقت ليبرهنوا على سماتهم وأخلاقهم ومسؤوليتهم في قول كلمة « كفى »، متى ما كان قولها لمصلحة المناضل و المواطن والوطن.
لعل هذه المقدمة المقتضبة تشفع لي عند الأكابر ممن اعتادوا أن يقولوا فيسمع لهم، وأن يكتبوا فيقرأ لهم! ولم يعد لهم وقت أن يسمعوا لغيرهم، أو يقرؤا إلا لكتاباتهم.
أرجوا ألا يعتبروا تساؤلاتي لهم تطاولاً عليهم، أو حطا لمنزلتهم!
أيها الحكماء لا تنسوا التزاماتكم وأمانتكم، أنقذوا الحزب، الحكمة مسؤولية وليست لقب تشريف.