وجهة نظر شابة في مقاربة العوامل المثبطة للنضال السياسي داخل حزب التقدم والاشتراكية

وجهة نظر شابة في مقاربة العوامل المثبطة للنضال السياسي داخل حزب التقدم والاشتراكية
شارك

بقلم يزيد مناديل

إن ما يقع بحزب التقدم والاشتراكية يوحي إلى دينامية داخلية تثور ضد السلطوية والاستبداد.

ففي القيادة هناك متحكم في وضع الحزب ووجوه ورثت السلطة وظنت أنها الوصية على الأرض، هؤلاء يستخدمون الدعاية لترهيب المناضلين والادعاء والافتراء وإن هناك رغبة أكيدة تريد أن تعصف بالتنظيم.

المتحكمون في زمام الأمور بيد من حديد يراهنون على « آستراتيجية الكبرانات  » حيث كلما تمكنت من زيادة الخوف في صفوف المناضلين ، تمكنت من السيطرة على الجميع.

 هناك أصوات من وسط الحزب تنادي برحيل رأس الحرباء بسبب ما آلت إليه الأوضاع من تدهور وعجرفة الزعماء الكارتونيين .

استبدال الأشخاص لن يزد الوضع إلى سوءا، ومن كان سببا في المشكل لا يمكن أن يكون فاعلا في التغيير، فإن كنا سنستبدل شخص منتهية صلاحيته بشخص آخر من حراس المعبد فلن نزيد سوى هوة و شروخا في صفوف حزبنا و نساهم في إضعافه و اندثار هويته.

وليعلموا بأن الشباب لا يقبل بأنصاف الثورات وأنصاف الحلول، والثورة إما أن تحقق ما قامت من أجله فى التغيير الشامل والكامل، وإما أن تتحول إلى مجرد انقلاب على أشخاص وتبقى دار لقمان على حالها.

المرحلة المقبلة تحتاج إلى مناضلين وطنيين يحملون هم الحزب كما حمله جيل الرواد « علي يعته وعبد السلام بورقية وعزيز بلال وليفي شمعون وعبد المجيد الذويب وتطول اللائحة » رجال قضوا نحبهم وما بدلوا تبديلا وتسليم المشعل إلى الوجوه الشابة التي تعطينا الأمل في الحياة و العمل السياسي و البناء الديمقراطي.

إننا عندما نربط الأفكار بالأشخاص نحرم أنفسنا من الفكرة الجيدة حين تأتي من النقيض، ونتورط في الفكرة السخيفة ما دامت جاءت من رب العبد.

سامحهم الله، فهم يعتقدون بأن عادات قبيلتهم هي قوانين الطبيعة. فليعلموا بأن ثقافتهم هي انغلاق على مفاهيم من عصور سابقة كانت فعالة آنذاك، لكنها اليوم بلا أدنى فعالية، نحن نريد أن نجيب عن أسئلة الأبناء بأجوبة الأجداد.

الحزب يتجه إلى قبره بسبب غطرسة الذين لا يؤمنون بالديمقراطية وسكوت المناضلين، ازدواجية الخطاب والكولسة وثقافة التقرب،  وضرب مصداقية النضال والإقصاء وعدم المحاسبة والعبودية الحضارية هم ثوابت المتحكمين إما أن تؤمن بها أو يتم تقديمك ككبش فداء أو تنتفض من أجل قيمك وتحمل مشعل « الثورة ضد هذا الوضع »

في وقت الخداع وحقبة الفساد يصبح قول الحقيقة عملا ثوريا، وإن الناهضات الفكرية التي عرفها التاريخ كانت في الغالب من عمل نخبة تحمل هم الحاضر والمستقبل.

من كان طرفا في التدهور لا يمكن أن يكون طرفا في البناء والتنمية، والتقدم مستحيل بدون التغيير، وهؤلاء الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم، لا يستطيعون تغيير أي شيء.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *