لقد دقت ساعة الحقيقة بالتقدم والاشتراكية
يزيد مناديل
مبادرة (سنواصل الطريق)، ليست سوى وثيقة سياسية تقدم رؤية عميقة لما أصاب حزب التقدم والاشتراكية من تكاسل وإعدام لحقوق المبادرة بين الرفاق، وتقدم قراءة عالمة لما حدث وكيف حدث للكشف عن التناقضات في واقعنا لاجتماعي.
هي مبادرة فكرية وسياسية وعلى الاعتراف لها، بأنها مكنتنا من الوقوف وإدراك مستوى النقاش لدى المناضلين ومدى قدرة تفاعل النخبة المفكرة والقيادة مع تطورات ونبض المحيط، وكذلك مستوى الشجاعة الفكرية ونجاعة الآلية الديمقراطية داخل الصفوق الحزبية .
مصلحة الحزب فوق كل اعتبار، وإعادته إلى مساره وموقعه الطبيعيين يلزمنا المناقشة، فكريا بكل حكمة وموضوعية بعيدا عن استغلال العاطفة واستعمال التضليل والانتهازية النفعية.
العقول يتم تنويرها، ومستوى النقاش يرقى، هذا هو عنوان المرحلة، فبعد قراءة الأوضاع الداخلية لحزب التقدم والاشتراكية من خلال إعلان عن مبادرة « سنواصل الطريق »، يمكن تلخيص وصف الوضع الحالي » بالارتباك الإيجابي »، نتيجة محطة يعيشها حزبنا من أجل تنزيل وتفعيل النموذج الديمقراطي التقدمي.( أفهم هذا الارتباك لدى الرفاق لأننا في صدد خلق حدث تاريخي: لمدة 78 سنة من التأسيس يعيش حزبنا أول محطة لمصالحة تاريخية شاملة )
مخطئ من يوهم نفسه، أن النقاش وليد اليوم بل هو نتيجة سنين وعقود، وبفضل عزيمتنا خرج النقاش للساحة، وبالجرأة المطلوبة تمت الدعوة لعقد مصالحة داخلية تاريخية، كبرى مقرونة بنقد ذاتي فردي و جماعي، بكل روح رفاقية إيجابية تتوجه نحو المستقبل.
هاته الأحداث مكنتنا من إحياء روح المسؤولية والاستقلالية في صفوف حزبنا، إذ انتقلنا من مرحلة « كنا ننتظر الجواب من القيادة » إلى مرحلة « نصنع فيها الجواب للقيادة » عبر مشاركتنا في صياغته بطريقة تشاركية انطلاقا من « القواعد إلى المؤسسات والمكتب السياسي والأمين العام ومجلس الحكماء »، موسعين بذلك رقعة النقاش مع كل الفاعلين. إنه انتصار لمبادئ الحزب، الذي ما فتئ يقدم ذاته، نموذجا للديموقراطية التشاركية، والتجاوب مع نبض المجتمع والتناوب الديمقراطي.
غاب النقاش طويلا في حزبنا، واليوم نحن نضخ النفس الديمقراطي الحقيقي وغير المزيف، عبر إحياء النقاش الداخلي من مختلف مسؤوليتنا ومواقعنا.
انتقل النقاش المغلق من دائرة الأمانة العامة، إلى كل المؤسسات الحزبية، وبذلك نكون قد حققتا تواصلا من القواعد إلى القيادة، وهذا انتصار لحزبنا العتيد وللخيار الديموقراطي.
اليوم الكل يتابع من قريب أو من بعيد الأوضاع الحزبية، لذلك أدعوكم للتفاعل مع النقاش، ومراجعة المواقف المتصلبة والمتشنجة للأمين العام، وفتح نقاش وطني تاريخي، مفتوح داخل حزبنا من أجل حقبة جديدة والطي النهائي لمرحلة أن صرنا محتضنين من طرف قوة سياسية نبذها المجتمع اليوم إلى غير رجعة والتي وظفت الإسلام السياسي واغتنت وراكمت البؤس للجماهير وعملت على تقويض مكاسب أوسع الفئات في المجتمع المغربي وعلى رأسها الطبقة العاملة.
لكن اليوم، يفرض علينا السياق التحلي بالشجاعة والمسؤولية والاستقلالية والحكمة والموضوعية في قراراتنا، لذلك أدعوكم إلى اتخاذ قراركم حول المشروع الحزبي-الذي انخرطنا من أجله-و لنفتح النقاش، حول وثيقة سياسية أبداعها رفاق مؤمنون حتى النخاع بفضائل النقاش العمومي، ويتطلعون لإحداث الدينامية المطلوبة في حزب من طراز التقدم والاشتراكية، ليس بالتمجيد للأوهام والأكاذيب والمغالطات، في وقت دقت فيه ساعة الحقيقة لتسمية الأشياء بمسمياتها، ومن لا ينفتح على الواقع وأسئلته القوية، فهو جسد أريد له الموت.