المنجمون يضربون أخماسا بأسداس
بقلم، عبد الحق الفكاك
موازاة مع المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، تتواصل الخرجات الإعلامية لبعض المنتمين لحزب المصباح، والتي تحاول التشكيك في صدق نوايا رئيس الحكومة الجديد بما فيها نتائج الانتخابات الأخيرة بصفة عامة .
وقد وجد المنتقدون في السرعة المثيرة التي تُدار بها الأمور، مادة دسمة للترويج للأفكار العدمية، فضلا عن استحضارهم لتفاصيل ذلك الماضي القريب والمرتبط بمقاطعة بعض المنتجات المحسوبة على الهولدينغ التجاري الخاص بالسيد أخنوش، وما نتج عن ذلك من تصريحات هذا الأخير اعتبرت » مهينة » في حق المغاربة .
كان من الحكمة التريث قليلا، إلى أن يتم تعيين الأعضاء الجدد للحكومة وافتتاح البرلمان، حينها لا بأس أن يشتغل كل طرف من الموقع الذي يختاره: أغلبية كانت اغلبية أو معارضة .
من المؤكد أن الشعب المغربي قد أضاع وقتا كثيرا في الإسماع الى هؤلاء الناس، لاسيما عندما كانوا في موقع المسؤولية، ويبيعون الأوهام للمواطنين عبر خطبهم العصماء، عاما بعد آخر إلى أن اتموا العشرة سنين بالتمام والكمال.
لذلك فإن انتخابات 8 شتنبر قد شكلت بالفعل المتنفس الأخير الذي أتاح للشعب المغربي فرصة الإفلات، من قبضة » الاسلامويين » والتشبث بآخر أمل حتى ولو كان ضئيلا، المهم هو وضع نهاية للمعاناة التي تسبب له فيها تجار الدين هؤلاء، مهما كان الثمن.
فلا غرابة ادا ما وقع الاختيار هذه المرة على حزب جديد دي توجه ليبرالي ، طالما أن الغاية تبرر الوسيلة ؟
فالمواطن المغلوب على أمره لم يعد يهتم كثيرا بالأيديولوجيا السياسية، بقدر ما يهمه أن يتحسن وضعه المعيشي، وأن يحصل على فرصة عمل تحفظ كرامته .
وإذا كان البعض اليوم، يحاول عبثا جر المواطنين إلى جدل عقيم حول أهمية الأحزاب، ودورها في الحياة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية ، فإن لك حق أريد به باطل، لأن المنعطف الذي تمر به بلادنا لا يسمح بهذا النقاش .
كما أن هناك نموذجا تنمويا ارتضاه المغاربة لأنفسهم، وسيؤطر ولاشك عمل الحكومة المقبلة واذي على أساسه ستتم صياغة التصريح الحكومي المنتظر عرضه على أنظار البرلمان قصد المصادقة عليه .
إن أي نقاش خارج هذا الإطار لن يفيد المغاربة في شيء ، وسيبقى خطابا ماكرا لا يسمن ولا يغني من جوع، لان حزب الحمامة مثل باقي الأحزاب السياسية، سبق للمغاربة أن جرَّبوه سواء في رئاسة الحكومة أو البرلمان، كما أنه ظل يلعب دور العجلة الاحتياطية ، كغيره من الأحزاب يُوَجَه ذات اليمين وذات الشمال .. وكل ذلك معلوم لدى الخاص والعام .
لكن اليوم ليس كالأمس، كما أن الظروف ليست ذاتها أيام السبعينات أو تسعينيات من القرن الماضي، اليوم هناك ضمانات قوية على أن الأمور لن تسير بعكس التيار .
فالخطابات الملكية السامية واضحة، كما أن حزب التجمع الوطني للأحرار هذه المرة تَحدث للناس بلغة الأرقام، وبالتالي لا مجال للمزايدات السياسية ..
وإن هي إلا أياما معدودات، ويكشف الغطاء عما كان مستورا .. وإن غدا لناظره قريب.
يتبع ./ .