أول دكان لبيع السجائر بمدينة الجديدة معلمة تاريخية

علال بنور.

يعتبر شارع بوشريط من الشوارع الحيوية تجاريا بمدينة الجديدة، والذي استمد اسمه من حي بوشريط، حيث يخترق هذا الحي، فتحول اسمه اليوم الى اسم شارع محمد الزرقطوني، يحتل قلبه معلمة تاريخية تتمثل في دكان بيع السجائر، بالإضافة الى الشجرة التي تعرف قديما عند سكان المدينة بالكرمة.

هذه المعلمة، دكان بيع السجائر، ابتدأ نشاطه التجاري منذ 1956 ،وهو اول دكان بيع السجائر بمدينة الجديدة، كان في اسم السيد إبراهيم  شمس الدين الشاب اليافع برفقة والده المرحوم رحال شمس الدين، فقبل وفاة المرحوم رحال كان يسير الدكان،  ابنه سي إبراهيم شمس الدين، لا زال على قيد الحياة ،أطال الله في عمره، كانت الشركة المسؤولة على توزيع السجائر، شركة فرنسية ،مقرها الاجتماعي والصناعي بمدينة الدار البيضاء .التقت جريدة (المنظار) بأحد أبناء السيد إبراهيم، فصرح لنا أن أحد موظفي الشركة وهو مغربي الجنسية، نزع رخصة البيع المسلمة من طرف شركة التبغ الفرنسية من يد السيد إبراهيم الى شخص آخر، بطرق مشبوهة، الشيء الذي حرم المالك الأصلي سي إبراهيم  من مصدر رزق أبنائه، فاحتل شخص آخر ملكية الدكان .

كما صرح لنا ابن سي إبراهيم، أن الدكان شهد في فترة الاستقلال حدثا مهما، فبمناسبة زيارة السلطان المغفور له محمد الخامس مدينة الجديدة، وقف أمام الدكان يسأل عن أحوال سي إبراهيم وتجارته، فهذا الحدث لا زال سي إبراهيم وابنائه يتذكرونه باعتزاز وفخر، بعد هذا الحدث المشرف بسنوات انتقل الدكان الى يد مالك آخر.

زارت جريدة (المنظار) رفقة ابني سي إبراهيم حيث كان يوجد الدكان، وهو جزء من فندق قديم، واليوم عبارة عن خراب، فوجدنا باب الدكان مغلق، يستغل بابه تجار الملابس (الفراشة) أي التجارة غير المهيكلة، الشيء الذي زاد من طمس معالمه، فأفادنا سكان الزقاق المجاور للدكان بشهادة، تؤكد أن المكان كان به دكان لبيع السجائر فأغلق منذ سنوات، فتحول المالك المستولي عليه بطريقة غير مشروعة، الى دكان آخر مقابل لدكان سي إبراهيم. هكذا بقي الدكان ذاكرة غير منسية في حياة سي إبراهيم وابنائه، باعتباره كان مورد حياة لأسرة جديدية.