رسالة إلى القائمين على شؤون التعليم بالمغرب
بقلم: ذ. المعانيد الشرقي
بعدما تم رفع سن التقاعد إلى 63 سنة، قُلتم بأن الوطن يحتاج لأطره للاستفادة من خبراتهم التي تتراكم مع مرور الزمن، تجرعنا هذا الأمر رغم مرارته وها نحن نطوي الأيام وراءنا ونستمر في العمل رغم الضربات التي تنهال على نساء ورجال التعليم في كل حكومة تأتي، وما تأتي إلا بالأسوأ والحالك.
اليوم، تم تحديد سن الولوج للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في 30 سنة، تحت مبررات واهية وذرائع مُفرغة من محتواها من قبيل جودة التعليم.
هنا تحديدا، نسجل تناقضاتكم الصارخة والتي باتت مشروخة من فرط تداولها عبر نفس الكلام المستهلك الذي يسوق له كل من تقلد حقيبة وزارة التعليم.
أليس التعليم مهنة من أنبل المهن التي يجب أن يحظى بها أبناء الشعب المغربي على قدم المساواة؟
أين هو مبدأ تكافؤ الفرص في الولوج إلى الشغل؟
إلى متى سيبقى التعليم رهين لوبيات الاقتصاد والمضاربات الإيديولوجية التي يستفيد منها أهل الريع فقط؟
بهذه القرارات المجحفة والظالمة، حولتم شهادات التعليم العالي إلى بطائق للولوج لسوق العطالة، وأفرغتم محتوى التعليم العالي من جوهره، وجعلتم المدرسة العمومية فضاءً لضياع الوقت لا للتحصيل الدراسي.
أهذه هي الرؤية التنموية التي ستقود مشروعا تنمويا أعتبره على الورق فقط أما في الواقع، فلا وجود لا لتنمية ولا شغل ولا مواطنة.. وتتساءلون لماذا يتجه الشباب المغربي إلى الضفة الأخرى ولو كلفهم الأمر ركوب المجهول؟
راجعوا أنفسكم وسياساتكم الخرقاء، فالشعب المغربي ليس فئران للتجارب وأن الشغل حق وليس هبة تتصدقون بها من جيوبكم..