23مارس 1965الحلم المفقود

مصطفى فاكر

من منا من جيل الستينيات لم يعش فترة مخاض و ولادة فصيل 23مارس من رحم اليسار المغربي.

من منا من لا يعشق قصائد الشيخ إمام و محمود درويش، و قصائد مصطفى زريقة ولم يقرأ لتشي غيفارا ولينين و ستالين وبرودون. جيل راوده حلم الماركسية اللينينية المغربي، 23مارس هو جيل الحلم بالثورة وبالتغيير و ستئصال واجتثاث كل أشكال ومظاهر الفساد والقضاء على الطبقية الاجتماعية، جيل آمن بالعمل السري منهاج للتعبئة و التأطير، جيل تمنطق بنظريات أحمد بن جلون في دروب وأزقة باشكو درب غلف نواحي الدار البيضاء، جيل لا يدب إليه الخوف، حيث تحولت الثورة إلى معشوق يهون من أجلها كل شيء، بما في ذلك الانتماء الطبقي، معشوقة الشباب بلا عنوان و لا جنسية و لا ملامح واضحة.

23مارس1965مثقلة بالآلام، جيل ذاق الويلات من تنكيل ومطاردات واعتقالات وسجون ومنافي، جروح و ندوب مازالت موشومة في صدور الأمهات كما الأبناء، والموشومة أيضا بالخلافات وانشقاقات الرفاق. 23مارس هي أيضا ذاكرة غنية بالانتماء لليسار الماركسية اللينينية في بناء ثقافة سياسية تستعصي على التدجين والاحتواء، وفي خلق وجدان نضالي مشترك مازالت نتائجه تتوارثه الأجيال من بعد.

ستظل محطة 23مارس مفتوحة على التفكير في التجديد و على المراجعة الفكرية والانطلاق برؤى و دينامية جديدة أقوى مما كانت عليه، ستغير القيم النضالية و الأخلاقية الإنسانية. هناك من ظل وفيا لروح رفاقه متشبثا بقيمهم الكونية، وهناك من راهن على المستقبل وقابليته في تحقيق مبادئ الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية بوسائل أخرى.

نعم لقد ولى زمن رجالات 23مارس1965لكن سيبقى يومه راسخا في الأذهان ولم يمت كطائر الفنيق الذي ينبعث من تحت الرماد، لبلوغ هذا الهدف و سيبقى رهين بوحدة الصف اليساري الديمقراطي وبتجاوز مختلف الاختلافات والأعطاب التي حلت به،. مهمة ليست باليسيرة أمام تشتت اليسار المغربي وميوعة المشهد الحزبي اليساري.