ارفعوا أيديكم عن الحزب الاشتراكي الموحد وأمينته العامة
حمد السليماني عضو مؤسس للاشتراكي الموحد
شمروا عن سواعدهم، وكشروا عن أنيابهم، وشحذوا سيوفهم، وأعلنوا الجهاد المقدس، ورفعوا (راية التحرير) ، وأعلنوا الحرب على الأستاذة نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، لتخليص البلاد والعباد من ظلمها وطغيانها وجبروتها، المتجلي في دفاعها عن المصالح العليا للوطن والمواطنين.
لقد بالغت هذه السيدة في الدفاع عن المحرومين والمظلومين والمهمشين، وتجاوزت حدود الأدب، وتخطت الخطوط الحمراء بإمعانها في فضح الفساد والمفسدين، وفضحهم والتشهير بهم. واستماتت في الدفاع عن الوحدة الوطنية، وانتهزت كل مناسبة لشرح الموقف الوطني لمناصري ومؤيدي الانفصاليين وأعداء الوطن. وسخرت معارفها وصداقاتها، لإقناع زعماء اليسار في أوروبا، من الذين كانوا يناصرون الانفصاليين ويساندونهم في الملتقيات الدولية، ويدعمونهم في توجههم وعدائهم للمغرب. أليست هي من ترأس وفدا رسميا لإقناع الحكومة السويدية، التي كانت قد عقدت العزم لإعلان اعترافها بالبوليزاريو؟ أليست هي من سافرت في وفد آخر إلى إسبانيا لشرح الموقف الوطني، وإقناع اليساريين هناك بوجهة النظر المغربية؟ أليست هي من أقنع الكثير من اليساريين، من فرنسا وبلجيكا فغيروا رأيهم ومواقفهم من قضيتنا الوطنية؟.
إن الهجوم على نبيلة منيب الآن، وفي هذه الظروف بالذات، هو هجوم على الحزب الاشتراكي الموحد، لأن نبيلة منيب، هي أمينته العامة، وهي من يتحدث بلسانه، ويصرف مبادئه وقراراته وتوجهاته. وهي حين تكشف الفساد، وتفضح المفسدين، وحين تدافع عن المحرومين والمهمشين، وحين تعلن أن كرامة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار؛ إنما تفعل ذلك باسم الحزب الاشتراكي الموحد، وتنوب عن كل مناضلاته ومناضليه والمتعاطفين معه.
والنيل منها، والاعتداء عليها واستهدافها، هو نيل واعتداء واستهداف للحزب الاشتراكي الموحد وحلفائه في فيدرالية اليسار الديمقراطي.
قد تخطئ الأستاذة منيب، وقد يصدر عنها تصريح أو نقد جارح مجانب للصواب في حق الغير، لأنها إنسان فاعل ومنفعل، والإنسان الفاعل والمنفعل معرض للأخطاء، ولأنها تعمل ـ ومن يعمل ليس كمن لا يعمل ـ فهي معرضة باستمرار للأخطاء والزلات التي يمكن تجاوزها، وطي صفحاتها بالاعتذار عنها إن كانت مجانبة للصواب وغير مبنية على أسباب موضوعية .
ولكن يبدو أن هذا الهجوم والتهديد والوعد والوعيد، وفي هذه الظروف بالذات، عمل موجه وتحت الطلب، والمستهدف هو الحزب، وليس شخص نبيلة منيب الأمينة العامة. إن المقصود هو الحزب، الذي بدأ يبحث عن موقع له في سماء السياسة المغربية، بفضل حيوية مناضلاته ومناضليه، ونشاط أمينته العامة، وتحركاتها الدائبة والمستمرة، والتي غطت كل جهات الوطن. وكذا تميز صوت البرلمانيين في قبة البرلمان وعملهما المزعج .
ربما كان هذا النشاط وهذه الحيوية، التي ظهر بها الحزب، هي التي أزعجت البعض وأقلقته، وأفقدته صوابه، فلم يعد يحتمل ما يراه ويسمعه عن هذا الحزب، وعن الموقع الذي بدأ يحتله. لقد غدا صوت الحزب وفيدرالية اليسار مزعجا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التي، قد تتمكن فيها من تغيير موقعها، وتصبح منافسا حقيقيا، وصوتا متميزا بمواقفها ودفاعها عن قضايا المواطنين والمصالح الحقيقية للوطن.
إن الحزب الاشتراكي الموحد، كان وما يزال وسيبقى من السباقين إلى المطالبة بربط المسؤولية بالمحاسبة، وفي مقدمة المصرين على النقد البناء، البعيد عن التجريح والقذف، والتهديد والوعد والوعيد، والتحامل والتشهير، وانتهاز الفرص وتحين المناسبات للكيد للآخرين ؛ وتلك خصلة ورثها من تاريخ مكوناته.
لو كان المستهدف اليوم هو نبيلة منيب وحدها، لحدث هذا منذ توليها قيادة الحزب وبداية تدبيرها لشؤونه، لأنها لم تكن يوما غائبة عما يجري، ولم تتوقف عن إبداء آرائها والتعبير الشجاع عن مواقفها، التي هي في الحقيقة والجوهر، مواقف الحزب وآراؤه، ومنذ ذلك الحين لم تتغير لغتها وخطاباتها وجرأتها. فلماذا لم يلتفت هؤلاء يومها إليها وإلى خرجاتها الإعلامية ،وهل من الصدفة أن تتصدى لها كل هذه الأقلام، وتظهر كلها في وقت واحد؟.
لعل في الأمر « إن » كما يقال، بل أكاد أجزم أن فيه « إن » ووراءه تعليمات وتوجيهات.
إن الحملة والتحامل على منيب، هي حملة على الحزب، وتهديدها تهديد للحزب ولكل أعضائه وأطره، حيث الجميع معني بهذه الحملة، ومعرض لها. لهذا يجب على الجميع أن يتخذ ما يلزم من الحيطة والحذر، والاستعداد لما هو أعظم وأخطر بكامل قوانا الجماعية التي يجب ان تتوحد رغم الاختلافات الثانوية ،لأن من يقف وراء هذه الحملة المنسقة ليس فردا معزولا، ولكن الأمر يتعلق بمصالح أخذت تستشعر الخطرـ والسياسة مصالح ـ ومصالح الحزب الاشتراكي الموحد والفيدرالية، مرتبطة بالدفاع عن المصالح العليا للوطن والمواطنين، ونشاطهما لا يخرج عن الدفاع عن الإنسان المغربي وحقه في العيش الكريم، والمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة، وفضح الفساد والمفسدين والظلم والظالمين، والتسلط والاستبداد، وكل أشكال التمييز بين المواطنين. فلنتحمل جميعا مسؤوليتنا في الدفاع عن المشروع.
أ