أين هي وعود وزير التعليم العالي لاحتواء تداعيات ازمة الطلبة العائدين من أوكرانيا؟
محمد الوافي، الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا.
دأبت الحكومة في كل الكوارث والأزمات والحروب على التدخل لدعم المتضررين، ففي سنوات الجفاف تتدخل بدعم الفلاحين بالأعلاف والبذور والاعفاء من أداء القروض، ومراقبة صحة الماشية مجانا….،وفي أزمة جائحة كورونا دعمت الفئة العاطلة والهشة، والتخفيف من خسائر المقاولات، واقتطعت من أجورنا مبالغ مالية تضامنا مع المتضررين، ومع ارتفاع سعر المحروقات، دعمت الحكومة أرباب النقل، وفي زلزال الحسيمة سنة 2004،تعبأت الحكومة بكل إمكانياتها المالية والتقنية لإعادة بناء المنازل المهدمة جزئيا أو كليا، وصنف الضحايا من الأطفال ضمن مكفولي الأمة ،والآن ترتفع الأصوات في المناطق التي شملتها الحرائق مطالبة بالاستفادة من صندوق الكوارث… .
وباستثناء الرعاية الملكية السامية، بعد اندلاع حرب أوكرانيا، بنقل الطلبة على متن الخطوط الملكية بثمن رمزي، فإن الحكومة في شخص وزيرها في التعليم العالي، قدمت وعودا كاذبة بإدماج طلبة أوكرانيا في الجامعات المغربية، وضمان مواصلة دراستهم، سرعان ما تراجعت عنها، وتكالب الأعداء والخصوم على أبنائنا، من كل حدب وصوب، وكأن الطلبة جاؤوا للسياحة والنزهة، أما أسرهم فقد تكبدت خسائر بملايين الدولارات، علما أن كل موسم دراسي يكلف كل طالب في المعدل 13 ألف دولار حسب المدن والتخصصات، فلماذا لم تعمل الحكومة على مواكبة أزمة الطلبة وأسرهم على غرار باقي الأزمات الأخرى؟ أليس هؤلاء بمواطنين مغاربة لهم حقوق يضمنها الدستور ؟إن جوازات سفرهم معبرة عن جنسيتهم وهويتهم وبلدهم، فكيف نطلب من بلدان أخرى الرأفة بهم، وحكومة بلدهم تلفظهم، وتفرض شروطا تعجيزية لإقصائهم من الإدماج ؟ .إن أبناءنا تربوا على حب الوطن، وأول ما حفظوه النشيد الوطني، و رددوه في ساحات المدارس، وأول الألوان التي تعرفوا عليها، لونا العلم الوطني: الأحمر والأخضر، وأول جملة تصادفهم في الكتاب المدرسي: المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية…،إذن حب الوطن يجري في دمهم، ومن شب على شيء شاب عليه.
فماذا وقع اذن حتى أصبحت حكومة هذا الوطن تتخلى على أبنائه؟ أين يكمن الخلل، هل في المواطن الذي لم يمنح صوته للجهة التي تدافع عن مصالحه، وتتفانى في خدمته؟ أم في الأحزاب التي تظهر فقط في المناسبات الانتخابية، وتقدم وعودا كاذبة، ثم تختفي؟
لو كانت هذه الحكومة تحترم نفسها والمواطن، لشكلت خلية أزمة لتتبع قضية طلبة المغرب بأوكرانيا، وأعفت الطلبة والآباء من الوقفات والاحتجاجات. لكن هذه الحكومة حتى فوهة الأزمة، لا تعير اهتماما لحوالي 8000 طالب وطالبة ومن ورائهم آبائهم وأمهاتهم.
لعل هذه الحكومة تعيد صياغة مفهوم جديد للهوية والوطنية.