مشروع تكتل اعلامي
علال بنور
عقدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين يوم 29 غشت الجاري، جمعها العام العادي بفندق حياة ريجنسي بالدار البيضاء، في إطار انفتاحها، حضر كل من المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية والكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والاعلام الالكتروني، فبعد تقديم التقريرين الادبي والمالي للجمعية، فتح النقاش، فجاءت التدخلات مركزة، على ان، لا نجاح للإعلام في المغرب، الا بالتكتل بين مكوناته المؤسساتية، والرفع من قيمة الدعم المالي من طرف الدولة، للمقاولات الإعلامية.
وقفت كلمة السيد يونس مجاهد ،رئيس المجلس الوطني للصحافة ، باستفاضة حول قضايا الاعلام بالمغرب، فهي ليست وليد اللحظة بل هو نقاش متواصل للأفكار والمقترحات وتجارب ،لفك إشكاليات ارتبطت بالتحولات على المستوى الوطني والدولي ،بمعنى لها سياقاتها الوطنية والدولية ،مؤكدا على ان الصحافة بالمغرب لها امتداد تاريخي ، حيث كان لها ارتباط بالحركة الوطنية ،فمرت بتجارب مهمة نضاليا ،كما كان لها انفتاحا على تحولات الوطن العربي ،وفي تسعينيات القرن الماضي ،ظهرت صحافة من نوع اخر، واليوم، لازال لنا إمكانيات لصناعة صحافة وطنية جديدة في خضم التحولات الكبرى .
إذا كان العالم يواجه تحديات كبرى، نجد على راس هذه التحديات، الشركات الكبرى والذكاء الاصطناعي، فإننا لم نخرج عن هذا التحدي، ففي هذا الإطار طرح السؤال، هل من مستقبل للصحافة المغربية في إطار اقتصاد السوق؟ لذلك نعتبر تدخل الدولة، مسالة أساسية لحماية الصحافة الوطنية، خاصة على مستوى الدعم المالي. فمن اهداف النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الدعوة الى الرفع من الدعم المالي، وذلك تماشيا مع اهداف فدرالية الناشرين لتطوير الصحافة الوطنية، فتعميم الدعم لا بد ان يخضع لشروط وبمعايير، وهي الفكرة التي قامت منذ 2005، حيث وصلت النقابة الى خلاصات مهمة مفادها، الانطلاق من الثابت والمتحول، فالثابت هو الكفاءات والتجارب في ارتباطها بالتحولات والتكوين والتكوين المستمر والتكتل لصناعة صحافة وطنية، في إطار مطالب مجتمعية، فالمجتمع يتساءل، هل هذه هي الصحافة التي نطالب بها؟ فلا إصلاحات الا باجتماع وطني، ولا بد من إرادة للتجاوب مع المجتمع، فالصحافة الوطنية محتم عليها التجاوب مع التحديات. اما المتحول ربطه بالظرفية الوطنية والتحولات الإقليمية والدولية.
اما عبد الكبير اخشيشن، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أكد في معرض حديثه، على ضرورة التكامل المستمر بين النقابة والجمعية، وهي مرحلة تحتاج للشجاعة، والالتزام، للإجابة عن كيفية التواصل مع مطالب المجتمع؟ كيف النهوض بإعلام وطني قوي وشجاع، لمواجهة التحديات، وتقديم أجوبة عن هذا الوضع المتردي للإعلام؟ فالنقابة مستعدة للعمل المشترك مع الجمعية.
اما ادريس شحتان ،رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ،والمدير العام للمؤسسة الإعلامية شوف تيفي ،اكد من جهته ،على ان لا اعلام بدون الرغبة بالنهوض به ،واهتمام المقاولة الصحافية بمواردها البشرية ، مبينا ، على ان الدولة ،حققت مطالب المقاولة الإعلامية الورقية والالكترونية ،فان الاون ليكون التناغم بين الجمعية والنقابة من اجل تحقيق هدف الرفع من قيمة المقاولة الصحافية، فالمشاريع الكبرى المستقبلية ، لن تتحقق الا بالتكتل بين الجمعية والنقابة والمجلس الوطني ،فالجودة في الاعلام هي رهان كبير والدعوة لإخراج قانون صحافة مواطنة ، بات ضرورة ملحة ،فالمغرب في حاجة للرفع من قيمة مقاولة إعلامية قوية ، ليس بالمعنى العددي بل بمعنى الجودة .
من بين المداخلات من القاعة ،كلمة الإعلامي عبد الوافي الحراق رئيس الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والاعلام الالكتروني، اعتبر ان المقاولة الإعلامية الالكترونية ،أسست بناء على قانون ينظمها ، لذلك اليوم ،تريد نقاشا وطنيا حول حمايتها ،فالمدخل الحقيقي لها ، يجب ان يمر عبر المجلس الوطني وليس النيابة العامة، فالمجلس هو المسؤول عن المقاولة، كما دعا الى الجمع بين المقاولين ،لتجاوز التحديات ولتحقيق الجودة والانفتاح على المؤسسات التعليمية، ومن جهة أخرى ، تمنى يعطي القانون الجديد مساحة لحرية الصحافي وحمايته.