موسم الوالي الصالح: دَدَا موسى بقبائل أيت لياس
✍️:حدو شعيب.
إن ظاهرة زيارة الأضرحة والأولياء، وبناء القبور، وتقديس الأموات بتقديم الهدايا بغية الاسترضاء قصد النفع أو اتقاء الأذى، ظاهرة لها جذورها التاريخية بقبائل أيت لياس، حيث كان الإنسان البدائي يؤمن بوجود قوى مسيطرة ذات قدرة أسمى من قدرته و من قدرة الكائنات المحيطة بيه، فحسم الوصول إليه بتقديم له القرابين والذبائح بغية التقرب منه ليبعد عنه الشر ويجلب له الحظ السعيد.
يتحول هدوء وسكينة قرية ددا موسى الأمازيغية بجماعة واد ايفران إقليم ايفران عند فاتح شهر شتنبر من كل سنة إلى صخب كل صيف، ويصبح ضريح وليها الشهير ددا موسى مقصد سكان القرية والقرى المجاورة، يجتمعون في محيطه ويقيمون موسماً سنوياً.
يقدمون الهدايا للضريح، ويذبحون مئات الخراف والعجول، يضعون رقاب الأضحية على حجر موجود قبالة القبة، هذا الحجر الذي يميل لونه إلى الحمرة يمتص الدماء بحسب اعتقادهم، يطلقون عليه اسم ددا موسى، وهو في نظرهم يمثل معقل الولي الصالح ددا موسى.
بالنسبة لساكنة أيت لياس، فهم يظهرون بذلك الاحترام للوالي الصالح ددا موسى، يقال إنه عاش قبل قرون، ورغم أنهم يجهلون الكثير عن شخصيته وحياته، فإنهم يتفقون حول بركاته وقدراته الاستشفائية العجيبة.