الدار البيضاء: جودار يحافظ على « إرث » الناصيري

الدار البيضاء: جودار يحافظ على « إرث » الناصيري
شارك

بالقاسم امنزو دكتور في التواصل السياسي

أيام قليلة بعد اعتقال رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء سعيد الناصيري، على خلفية ما بات يعرف بملف « المالي » ومن معه، في الاتجار الدولي في المخدرات، والبشر والحجر، وليالي الفيلا، وما كان يدور بها ويجري من تحتها، يقوم صديقه المقرب ومستشاره الخاص في الشأن الانتخابي بالدار البيضاء، محمد جودار، بتحركات غريبة واتصالات مشبوهة من أجل الحفاظ في « التشكيلة » المقبلة لمجلس العمالة، على نفس « المكتب » الذي زكاه الرئيس المعتقل.

 مناورة جودار للحفاظ على نفس المكتب بنفس التفويضات ونفس الامتيازات، تهدف إلى الحفاظ على مصالح الرئيس المعتقل، وتتبع نفس الصفقات، و »العناية الخاصة » ببعض الملفات، التي وضعت بعد استشارته وتخطيطه، حيث كان يعتبر  عين الرئيس على الشأن الانتخابي.

يعرف الجميع كيف كان الرئيس المعتقل يقوم بتشكيل الأغلبيات في مجالس الدار البيضاء وفرضها بنظرة معينة بعينيه، أو فقط بإشارة بسيطة عبر مكالمة هاتفية، ليصطف المنتخبون قبل أن يهرولوا لتطبيق التعليمات، كما وقع مثلا  في سيدي بليوط، أو أثناء تشكيل مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء عندما فاجأ الناصيري الجميع بفرض صديقه ومستشاره الخاص، محمد جودار، نائبا لعمدة الدار البيضاء، مع العلم أن التحالف الثلاثي المكون من أحزاب « الحمامة » و »الجرار » و »الميزان »، كان قد قرر تشكيل الأغلبية دون الاعتماد على حزب « الحصان ».

هكذا تم فرض جودار نائبا، ل »يطمئن » الناصيري على سير أشغال المجلس وهو يعرف أن ممثله خبير في شؤون هذه الجماعة، التي دخلها منتخبا عاديا، باسم حزب وأصبح الآن مليارديرا يرأس حزبا آخرا.

 جودار يعرف « بركة » الناصيري، ولا يفارقه أبدا في جميع تحركاته في الدار البيضاء، حيث أقله آخر مرة على متن سيارة البرلمان إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، وظل ينتظره في المقهى المجاور حتى الحادية عشرة ليلا ليرافقه إلى مقر سكناه.

جودار كان يعرف أيضا « سلطات » الناصيري ونفوده في مجالس الدار البيضاء وجامعة الكرة، حيثما فرضه كذلك ليراقب ويتابع -عن قرب- خاصة بعض الخطوات لخدمة خطة الناصيري، ليمد رجليه ويبسط سيطرته على عالم الانتخابات وعوالم الساحرة المستديرة.

لكن دوام الحال من المحال، وجودار مازال لحد الساعة لم يفهم كل هذه الظروف والأحوال التي تمر على الإنسان ويمر بها.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *