المسرح والجنون: رحلة إبداعية تتجاوز الحدود
إيمان وليب
أعلن سيد عميد ببراعة وأناقة عن مهرجانه، ملؤه التألق والفنون المبهرة، ليعزف نشيد الإبداع في قلوب الحاضرين قائلا:
تستضيف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الدورة السادسة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، المتوشح بشعار « المسرح والجنون ». يأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه مدينة الدار البيضاء تحولات جذرية، تبرز الالتزام الراسخ لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، وولاية الدار البيضاء، ومجلس المدينة وجهة الدار البيضاء – سطات، بالاستثمار في المشروعات الفنية والثقافية الكبرى، لتعزيز تنمية المدينة والجهة بأكملها.
اختيار « المسرح والجنون » كشعار لهذه الدورة يعكس إيمان اللجنة المنظمة بأن الجنون هو أسمى درجات الإبداع، الذي لا يصل إليه إلا من غاص في أعماق التجربة الإنسانية وأطلق لخياله العنان. الجنون بهذا المعنى، يمنح الإبداع الفني أجنحة لا تعرف القيود، ويضفي على الإبداع الإنساني لمسة من السحر والتميز.
المهرجان يشكل مدرسة لطلبة الفنون، حيث يتعلمون فنون الفرجة والمسرح، يبدأون من الوقوف على خشبة المسرح واكتساب الثقة بالنفس، وصولاً إلى نشر قيم التسامح والمحبة والجمال. وقد أسهم المهرجان في تخريج جيل من الشباب والشابات الذين اكتشفوا أن المسرح ليس مجرد موهبة، بل بوابة لعالم الفرص والعمل، حيث امتهن البعض التمثيل وشاركوا في مهرجانات وطنية ودولية، مما يعكس نجاح كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في تحويل الإبداع الفني والنشاط المسرحي إلى درب للنجاح.
يهدف المهرجان إلى تقديم عروض مسرحية من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط داخل أسوار الجامعة، بل في المسارح ودور الشباب والمركبات الثقافية والأحياء الشعبية، لتعزيز التفاعل بين الشباب من مختلف الفئات، وإلهامهم بالفن والفرجة، مما يخلق فيهم رغبة عارمة في النجاح والتفوق.
وفي ضوء أهمية موضوع « المسرح والجنون »، ستُعقد ندوة دولية يشارك فيها كبار المفكرين والمختصين في المسرح وعلماء النفس، لمناقشة أبعاده المتعددة وأهمية المسرح في معالجة بعض أنواع الجنون، وإبراز دوره كوسيلة للتعبير عن الأمراض العقلية والنفسية التي يعاني منها الإنسان.
يعبر المهرجان عن بالغ الشكر والتقدير لشركائه من المؤسسات العمومية والخاصة، على دعمهم الدائم لمشروعه الفني، وللهيئات الإعلامية التي تنقل صوته إلى كافة أنحاء العالم، مؤكدًا على أن المسرح هو جسر للتواصل الثقافي العالمي ومصدر إلهام للأجيال الجديدة
أشارت الإدارة الفنية بأسلوب متقن وإلقاء راقي إلى دور المهرجان في تجسيد الإبداع والابتكار الفني، مبرزة التفاصيل الجوهرية التي تجعل من برنامجنا محط جذب يتجاوز التوقعات
في هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان، نحن هنا لنتذكر الفقيد الغالي، عميد الكلية ورئيس المهرجان الأستاذ رشيد الحضري، ونهدي إلى روحه الطاهرة كل لحظة إبداع وفن. على الرغم من التحديات الكبيرة والتغييرات التي شهدتها إدارة المهرجان، نجحنا في إعداد برنامج فني يعكس عظمة المسرح ويتجاوز التقاليد الجغرافية.
هذا البرنامج لا يقتصر على عروض المسرح فقط، بل يتجاوز ذلك إلى تنظيم ورشات عمل تكوينية تشمل مجالات متعددة من التمثيل والارتجال والفضاء المسرحي، بإشراف فنانين من داخل المغرب وخارجه. كما نعتزم عقد ندوة علمية بعنوان « المسرح والجنون »، تلتقي فيها أساتذة وباحثون وفنانون وعلماء نفس لمناقشة هذه الظاهرة وتحليل دورها في الفن.
يشارك في هذا المهرجان طلبة ومحترفون من مختلف أنحاء العالم، متحدين بشغف الفن والإبداع، متجاوزين اختلافاتهم الثقافية والدينية والعرقية. يجتمعون هنا ليتبادلوا الأفكار ويشاركوا الأحزان والأفراح والآمال والآلام في عروض مسرحية تعكس التعقيدات العميقة للنفس البشرية.
بهذه الطريقة، نواصل تقليدنا السنوي بالاحتفال برواد المسرح المغربي والمساهمة في تعزيز رؤية « المسرح للجميع ». إننا ندعوكم جميعًا للاحتفال بروح المسرح، لنتشارك سويًا في لحظات الجنون والإبداع، ونعيش معًا تجارب فنية تعكس عمق وجمال هذا الفن الساحر.
هذا هو المشروع الفني المتميز لمهرجاننا، الذي يجمع بين الإبداع والتفرد، وينبض بالحياة بمجموعة متنوعة من الفنون التي تلامس أعماق الجمهور وتثير العواطف
بداية بالعرض المسرحي يحكي قصة مشوقة من حياة عائلة نابولي، مليئة بالعواطف الإيطالية العميقة والتحولات الغامضة، حيث يعود ميشيل بحيوية متجددة ويواجه صداقته مع أرتورو وزوجته دوروثيا بتحديات جديدة ومثيرة
العرض الثاني يتحدث عن انهيار زواج نينا وجوليو بعد زيادة دخل نينا بثلاث مرات، مما يؤدي إلى دائرة عنف. يطلب جوليو المساعدة دون جدوى أمام تفاقم الأوضاع، وتبرز المسرحية تعقيدات النفس البشرية في مواجهة سوء المعاملة واليأس خلال أزمة الزواج.
العرض الاخر يتحدث عن اميرة إنتان كورونج تضطر للزواج من لاكسامانا من مملكة مينانجايا، لكنها تشعر بالوحدة بسبب حب لاكسامانا لعمله وعلاقته بانغون نان تونغا، ولي عهد مينانجايا. تتصاعد النزاعات والغيرة، حيث يُحاول لاكسامانا قتل انغون نان تونغا قبل أن يتراجع بنصيحة زوجته. تتجادل الزوجان بشدة، فتقرر إنتان العودة إلى مسقط رأسها، تاركة خلفها الصراعات القاسية.
في هذا المهرجان الفريد، ترقص العروض كألوان من مختلف البلدان والجهات، تجسد جمال الثقافات المتنوعة والمتراقصة.
سيتم تكريم 3 أوجه بارزة من العيار الثقيل، ليسطعوا كنجوم مضيئة في سماء الفن والثقافة وهم :
*عبد الحق الزروالي هو ممثل ومخرج مغربي بارز، له إسهامات كبيرة في السينما والتلفزيون المغربي. يُعتبر من رواد الفن السينمائي في المغرب، وقد شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي حققت شهرة واسعة.
* عز العرب الكغاط، النجم الذي أضاء سماء السينما المغربية بإبداعه وتألقه، ممثل يجسد الشخصيات بعمق وينقل المشاعر بأداء متقن، مسجّل باسمه إنجازات عديدة تركت بصمة لامعة في عالم الفن.
* فضيلة أنور، الوجه الإعلامي الذي أضاءت قناة الثانية ببريقه وعطائه، مسهماً بجهوده الجليلة في إثراء المشهد الفني والمسرحي بتقديماته الفريدة والمميزة.
هذا العمل المبهر الذي يجمع بين رؤية فنية، تقنية، وجمالية، يقوده تصميم سينوغرافي متميز، سيُقيمه لجنة تحكيم دولية، لنمنحكم فرصة الاختيار بين أفضل الممثلين في الإخراج وأجمل التناغمات الجماعية. إن هذا المهرجان يفتح أبواب الانتظار بفخر، لنحتفل بعمل فني يجسد البراعة التقنية والأصالة الفنية، في دورته الـ 36 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء. انتظرونا بشغف