المعلمة التاريخية.. قصبة البروج تحتضر.. في صمت

احمد الناهي:
بعد سنوات من الإهمال والبناء العشوائي داخل قصبة البروج بإقليم سطات دون مراعاة لقيمتها التاريخية والمعمارية، تتعرض هذه القصبة بشكل بشع هذا الاسبوع من شهر مارس 2025 الى انهيار اساسات برجها الشرقي الجنوبي، كما ان برجها الشمالي الجنوبي ازداد تشققا وكبرا، وقد بدأ ينهار منذ سنوات امام انظار الجميع وفي غفلتهم!! بل وعدم اكتراث وزارة الثقافة ووزارة السياحة والسلطات المحلية والمجلس الجماعي والمجتمع المدني والساكنة ايضا!
و تعد هذه القصبة حسب المؤرخ الفرنسي الكبير شارل اندري جوليان من القصبات الإسماعيلية المهمة و الواقعة على طريق عبور المحلات السلطانية حيث كان يتوقف بها سلاطين المغرب اثناء تنقلهم نحو بلاد تادلة وزيان، و كانت هذه القصبة ايضا محط انظار الجنيرال موانيي الذي سعى إلى احتلالها سنة 1914 و استقدم من أجل هذه المهمة الجنيرال فرانش دي اسبيري في محاولة لإنشاء المثلث الدفاعي المكون من( البروج بن احمد واد زم ) لصد هجمات قبائل تادلة و زيان و تحصين بلاد الشاوية .
اننا اليوم ندق ناقوس الخطر و نحذر من انهيار هذه المعلمة التاريخية التي تشكل ذاكرة وهوية حية بالنسبة للأجيال الحالية و القادمة ،خاصة أن الاهتمام بالتاريخ و التراث المغربي شكل أولوية مؤخرا لدى وزارة الثقافة فهل من مستمع لهذا النداء التاريخي و منقذ لهذه القصبة؟ .