المغرب وفرنسا: حين تتبادل الكؤوس أدوارها!

المغرب وفرنسا: حين تتبادل الكؤوس أدوارها!
شارك

حسن برني زعيم

يبدو أنّ التاريخ — ذاك العجوز الذي لا يمل من المقالب — قرر هذه المرة أن يمازح الكرة المستديرة، فكتب على صفحة نتائجه:

المغرب: المرتبة الرابعة في كأس العالم الكبيرة (قطر 2022)

فرنسا: المرتبة الرابعة في كأس العالم الصغيرة (2025!)

وهنا، لا يسع المغاربة إلا أن يرفعوا رؤوسهم بابتسامة عريضة تقول: “ها قد عاد الميزان إلى نصابه، ولو في نسخة مصغرة!”

فبينما كانت فرنسا تبكي على أطلال كأسها الصغيرة، كان المغرب يسترجع لحظة التاريخ المجيد حين كسر احتكار القارات، وصار أول إفريقيّ يتسلق جدار الأربعة الكبار في الكأس الكبرى.

الفرق بسيط في اللفظ، لكنه عظيم في المعنى: الكبيرة والصغيرة!

هي الفارق بين مائدة عامرة وبين وجبة خفيفة في مقصف رياضي.

إنها مفارقة الزمن:

فرنسا، التي كانت ترى نفسها “الأستاذة” في كرة القدم، وجدت نفسها تلميذة في امتحان الكأس الصغيرة.

والمغرب، الذي طالما نعته البعض بـ“الهاوي”، صار رمزا للاحتراف حين حول العشب إلى ساحة نضال، والكرة إلى راية وطن.

ثم إن المغاربة لا ينسون أن رابع الكأس الكبيرة يوازي — في المقاييس الكروية — بطل خمس كؤوس صغيرة على الأقل!

لذا، لا بأس أن نقولها بابتسامة دبلوماسية:

« فرنسا لحقت بالمغرب… لكن من الباب الخلفي للملاعب المصغرة. »

ولأن السخرية أحيانا أصدق من التحليل، فلنختم بحكمة رياضية مغربية:

“من احتل الرابعة في الكبير، لا ينظر إلى الرابعة في الصغير إلا كما ينظر الأسد إلى قطة تتدلى من فرع التاريخ.”

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *