متى تتحرك وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لوضع حد للتوترات الاجتماعية المشتعلة بمندوبية سطات؟
يبدو من البيان الذي أصدره المكتب النقابي للجامعة الوطنية (ا.م.ش) بسطات أن المندوب الإقليمي للوزارة، حشر نفسه في صراع مباشر مع تمثيلية الأطباء والممرضين، ولم يحافظ على مسافة التعاطي مع التدبير الإداري دون التدخل في الشأن النقابي..
إن هذا المأزق اليوم يولد صراعات كان من الأجدى عدم السقوط في شراكها لأن للقطاع تحديات فعلية تتعلق بحسن تدبير الموارد البشرية وخلق الظروف الموضوعية للاشتغال بعيدا عن التوترات.
لكن أن يصل الصراع إلى فتح واجهة مباشرة للاصطدام، لن يؤدي في نهاية المطاف سوى لافتعال أجواء غير صحية لما تقتضيه ظروف العمل. لكن يبقى الأمل مفتوحا على أن يتدارك السيد الوزير هذه التشنجات ووضع الشخص الملائم لتدبير هذه المرحلة.
وهذا نص البيان الذي أصدره المكتب النقابي سطات 16 نونبر 2025:
المُعَيَّن خَطَأً بسبب امتناع الكفاءات الحقيقية عن تولي مناصب المسؤولية، والمُعَمِّر على رأس القطاع بالإقليم لما يقارب سبع سنوات بحصيلة صفرية، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم سطات، تجاوز كل الخطوط الحمراء باستهدافه المُمَنْهَج للجامعة الوطنية للصحة، واستهدافه الصريح لمناضلات ومناضلي الاتحاد المغربي للشغل، ومحاولاته البائسة لمحاصرة نضالات هذا التنظيم النقابي المستقل عن نزواته التَّحَكُّمِيَّة، والرافض لتصرفاته السلطوية، والفاضح لفشله في تدبير الشأن الصحي، والتجاوزات والاختلالات والإخفاقات التي كان بطلها منذ تعيينه مندوبا إقليميا.
المندوب الإقليمي، ومنذ توليه لمنصب المسؤول الأول عن القطاع (رغم ضعف إمكانياته التدبيرية)، وهو مُنْكَبٌّ على تكرار محاولات مفضوحة لإسكات الأصوات المناضلة، والعمل على فرز مشهد نقابي ضعيف ومتحكم فيه لصالح إدارته، مستغلاً منصبه ومكتبه في كل فرصة وحين في نسج وفبركة ملفات كيدية في حق المناضلين، ومُعَاتَبَة نساء ورجال الصحة المنخرطين بالجامعة الوطنية للصحة، وتدخله في الشؤون الداخلية لتنظيمنا النقابي، وتمريره لخطابات وتقارير مُزَيَّفَة ومغلوطة قصد النيل من صورة ومصداقية مناضليه.
لقد كان آخر مظاهر هذه السلوكات المشينة للمندوب الإقليمي، وفي سابقة فريدة ربما على المستوى الوطني، هو تصرفه الإداري الغريب والمخجل الساعي لإفشال محطة نضالية دعت لها الجامعة الوطنية للصحة بتنظيم وقفات احتجاجية بمختلف مواقع العمل دفاعاً عن مركزية الأجور. الوقفة التي كان مُقَرَّراً تنظيمها على الساعة الحادية العشرة صباحا، استبقها المندوب العبقري بإعطاء تعليماته لمختلف المسؤولين بمده بلوائح المضربين، في أجل أقصاه الساعة العاشرة صباحاً، أي أن المندوب العبقري اعتبر الوقفة الاحتجاجية إضراباً عن العمل، وطلب من مرؤوسيه بشكل غير مباشر تخويف وتهديد نساء ورجال الصحة باعتبارهم مضربين ساعة قبل المشاركة في الوقفات الاحتجاجية بالإقليم.
إن هذا التصرف الطائش واللامسؤول للمندوب الإقليمي هو مس متعمد ومفضوح بالحق في ممارسة العمل النقابي، واستهتار خطير وصريح بكل المواثيق والقوانين المؤطرة لهذا الحق.
أمام هذا الوضع غير المقبول والمسكوت عنه من طرف الجهات الوصية، وفي مقدمتها السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، فإن المكاتب النقابية للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش) بإقليم سطات تقرر ما يلي:
دعوة كافة نساء ورجال الصحة بالإقليم إلى حمل الشارة الحمراء لمدة أسبوعين، ابتداء من يوم الأربعاء 19 نونبر 2025 احتجاجا على السلوك المشين للمندوب الإقليمي، ودفاعا عن الحق في الانتماء وممارسة العمل النقابي الهادف والمسؤول.
العمل على إعداد مراسلة جماعية، موقعة من طرف نساء ورجال الصحة بالإقليم، بخصوص محاولة المندوب الإقليمي مصادرة الحق في الانتماء والعمل النقابي، موجهة إلى كل من السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية والسيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان.
تنظيم اعتصام احتجاجي للمسؤولين النقابيين للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش)، يوم الخميس 27 نونبر بمقر المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بإقليم سطات.
عقد جمع عام استثنائي بمقر الاتحاد المغربي للشغل بسطات شهر دجنبر، لمناقشة الوضع وتشريحه وفضح كل الاختلالات والخروقات ومظاهر الفساد، وشبكته التي بسطت سيطرتها على القطاع بالإقليم، وتسطير برنامج نضالي نوعي لمواجهة هذا الوضع والدفع نحو تصحيحه.
