مفارقات ذكورية في اعتبار المرأة موضوعا للتسلي

مفارقات ذكورية في اعتبار المرأة موضوعا للتسلي
شارك

ذ/ نادية عطية

أتعرف ما هو الانفصام؟ هو أن تدعو الى انخراط المرأة في الفعل السياسي والنضالي بينما زوجتك لم تغادر عتبة المطبخ، لتشارك في أي فعل خارج اهتمامات الأسرة ..هو أن تنظر للزواج كمؤسسة تشارك بفاعلية في التغيير، لكنك في اختيارك لشريكة حياتك، تكون أكبر المقاييس الرجعية هي المحدد، فلن تختار امرأة جميلة شحب وجهها من فرط التعرض لأشعة الشمس في الساحات وذبلت عيناها من فرط القراءة، ولا امرأة ستناقشك في كل صغيرة وكبيرة، ولا امرأة ستضطر للبقاء خارج البيت لساعة متأخرة بسبب التزاماتها، بل ستختار امرأة جميلة بمقاييس النظام العام للأشياء، ستختارها بيضاء لأن الأبيض هو لون من يسود ومن تثور ضده، وستختار شعرها ناعما لأن الشعر الناعم هو شعر الرأسمالية، ولا مانع أن تكون أصغر منك بعقدين من الزمن، حتى لا تفقد نضارتها أبدا في عينك، بل وحتى تعيش كل الدلال معها وتسترجع طفولتك، وحتى تجعلك تحس بفحولتك وبتفوقك، وهذا طبعا بعد ـن عشت حياتك طولا وعرضا متنقلا بين النساء لكن زوجتك، يجب أن تكون امرأة في الميكا وتبقى في الميكا ….

أتعرف ما هي الوقاحة؟ هي أن تعتقد أن أقرب طريق لتثوير النساء هو قلوبهن و أن كل امرأة متاحة وعاهرة وجارية إلى أن يثبت العكس.. تصفق لتحرر النساء في الفيسبوك وفي الساحات وتتباهى في السر، لأن زوجتك لا تملك حسابا ولأن دنياها هي أنت وحدك لا شريك لك ..وتخشى عليها من عنف الساحات…هي ألا تتذكر أن الصراع عمودي إلا حين يتعلق الأمر بامرأة، لكن للكائنات الحافية كل الحق في أن ترى أن المشكلة امرأة أو حتى فينيزم امرأة …..

ما بين الجذرية الحقيقية والتجذر، طريق طويل يبدأ من محاولة التخلص من كل ما نشأت عليه ..تكسير العلبة يبدأ باختياراتك في الحياة …

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *