هل فقدت الانتخابات طعمها وحرارتها؟
بقلم : عبدالحق الفكاك
الآن، وقد انطلقت الحملة الانتخابية، وراحت السيارات والدراجات النارية تتحرك هنا وهناك، وسط هتافات حماسية يكاد بعضها يصل إلى حد المديح والمجاملة المغرضة ..
إلا أن كل ذلك لم يعط لهذه الحملات زخمها المعهود من قوة الخطابات وحرارة المرافعات، بما يجعل البرودة القاسم المشترك بين كل هذه الحملات الخجولة .
صحيح أن شروطا بعينها فرضتها تداعيات الجائحة، حيث ألزمت المرشحين باحترام قواعد السلامة الصحية، لكن رغم ذلك، فإن المواطن ولا شك قد هيأ العشرات من الاسئلة التي تشغل باله، والتي يود أن يطرحها على المرشحين خلال هذه الحملة الانتخابية، ويجب أن يجد إجابات مقنعة تحفزه على التوجه بكثافة نحو صناديق الاقتراع .
فالحملة الانتخابية إذن، هي فرصة حقيقية أمام المرشحين والمواطنين على حد سواء، خاصة إذا اعتمدت فيها المشاريع الانتخابية كقاعدة أساسية للتواصل وإبداء الرأي :
ذلك أن الأحزاب السياسية تجد في الحملات الانتخابية مناسبة لمخاطبة المواطنين والتقرب منهم أكثر فأكثر، وذلك من خلال التعريف بالبرامج الانتخابية، وشرح ما تقترحه من حلول للمشاكل المطروحة، من خلال فتح حوار صريح ونقاش صادق يستمع للرأي والرأي الآخر.
كما أن هذه الحملات هي الفرصة الوحيدة التي تتاح أمام الموطنين، سواء لتقييم أداء المرشحين السابقين، أو لمناقشة مختلف السياسات العمومية، بشكل يسمح بالرفع التدريجي من مستوى الوعي السياسي لدى المواطن المغربي.
وللأسف الشديد، فبعكس كل ذلك نلاحظ أن العديد من الحملات الانتخابية تعتمد نفس الأساليب القديمة، في جولاتها سواء داخل الأزقة والشوارع أو في الدواوير والمداشر، حيث يُعوَّل على الولاءات القديمة العائلية منها والعشائرية والعلاقات الشخصية، إذ يُختصر الكلام في التوقف هُنيهة لتبادل التحيا ورد السلام !!
ومهما كان، فإن أهمية اللحظة، تقتضي أن يتنافس المرشحين في تقديم حملة انتخابية مقبولة؛ تحترم على الأقل المعايير المتعارف عليها في هذا المجال، حيث مخاطبة عقول الناس بدل دغدغة عواطفهم أو استغلال » عفوية » البعض منهم .
لأننا في النهاية مقبلين على انتخابات برلمانية، جهوية ومحلية، ستفتح لنا الطريق نحو المستقبل المنشود حيت القطع مع ممارسات الماضي وبناء مغرب جديد .
يتبع ./ .