ما المطلوب وما المنتظر من الحملات الانتخابية؟

ما المطلوب وما المنتظر من الحملات الانتخابية؟
شارك

بقلم : عبدالحق الفكاك

وأنت تتابع تدخلات الأحزاب السياسية عبر التلفاز، قد تجد نفسك في حيرة من أمرك  .. فالكل يبدي رغبة صادقة في التغيير والإصلاح.. كما أنهم لا يترددون في كيل الاتهامات للآخر، بأنه هو المسؤول عن الأزمة الخانقة التي تمر منها البلاد ؟

وحتى لا نبقى عالقين في وحل الأخطاء الشائعة التي تتكرر على مسامعنا سواء من حيث نطق الكلمات، أو حتى تركيب الجمل بحيث سنترك ذلك كله لأهل النحو والصرف، لذلك فإننا سنقف بعض الشيء على الغائب الأكبر في هذه التدخلات ؟

 صحيح أن معظم التدخلات، قد اتفقت على ضرورة إحداث تغيير ما،  تغيير من شأنه أن يصلح ما أفسده السابقون، وتغيير قد يطال كل مناحي الحياة ؟ وربما سيقلب الوضع رأسا على عقب.

 لكن مع كامل الأسف، لا احد من هؤلاء المتحدثين تفضل بتقديم تفاصيل لما يتحدث عنه من برامج مستقبلية، إذ كان الواجب يقضي بأن يدل السادة المشاهدين على مصادر تمويل هذا الإصلاح المفترض ؟ كما كان أولى به كذلك أن يبين للناس كم كلفة هذا التغيير؟

نعم، إن كل الخطابات المتشابهة تبقى غارقة في العموميات، وبالتالي تبقى بلا معنى خطابات بلا رائحة ولا طعم حتى ؟ لذلك قد يلاحظ عدم اهتمام الناس بها، لأنها بكل بساطة، لا تخاطب عقولهم بقدر ما تستهدف دغدغة عواطفهم.

وحتى اذا ما بحثنا عن ضالتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، نلاحظ أن الغالبية العظمى من هؤلاء اكتفت بوضع الصور والرموز وأسماء المرشحين والأحزاب السياسية، اللهم ما كان من بعض الفيديوهات الحصرية التي راح أصحابها يتحدثون إلى الناخبين بكلمات تحمل الكثير من الانتقاد وتوجيه اللوم للآخرين، وهو ما فسح المجال إلى تذييل تلك الفديوهات بالعديد من التعليقات و التعليقات المضادة  .. إلى درجة أصبح معها التركيز على التعاليق أكثر من الاهتمام بمضمون الفيديو نفسه.

 طبعا، ليست هذه هي المرة الأولى التي تُستغل فيها مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سبق أن استعملت خلال الانتخابات السابقة  ،لكن يبدوا  أنها لم تختلف كثيرا عن سابقاتها، بحيث ظلت تحافظ على نفس المنهج وربما نفس المحتوى، وهو ما يطرح من جديد سؤال التكوين والتأطير في هذا المجال بالذات ؟

ربما بقي من عمر الحملة الانتخابية ثلاثه أو أربعة أيام، نأمل أن تستغل خلالها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالطريقة الأمثل، بحيث تحقق الهدف المنشود وتمرر الرسائل السياسية المطلوبة بشكل يحترم ذكاء المشاهد ويجعله يقتنع بأن التغيير قد بدأ بالفعل، فيعطي للحظة قيمتها و يعقد للتو العزم على التصويت واختيار الأفضل .

يتبع ./.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *