الأوداية ذاكرة من التاريخ بعيون الغير
فؤاد الجعيدي
يقول الدكتور دافيد جوفران، أنه استمتع بزيارته لمقهى الأوداية بالرباط واحتسى فيها الشاي المنعنع، على الطريقة المغربية، من لم يشرب الشاي المنعنع، لكأنه لم يزر المغرب، فيه عمق من الترحاب على عادة أهل المغرب لكن الدكتور دافيد احتساه مع طيب الحلويات المغربية.
مقهى الأوداية من أهم المآثر التاريخية، لمدينة الرباط وٌقد أدرجته منظمة اليونسكو تراثا إنسانيا عالميا.
هذا التراث اللامادي لا ندرك مغزاه إلا حين نكون زوارا لهذا البلد من أقصى الغرب العربي والاسلامي، فيه خزان لا ينضب من العادات المغربية التي لا مثيل لها في العالم، بكل بساطة فيها مزج كيميائي لما مر من الحضارات على تراب هذا الوطن، وصنع طباعا وعادات في ألوان الطعام والشراب واللباس والعمارة واللهجة والخط والقراءة.
كثير من الأقوام لا يعرفون كنه هذا المغرب الذي اختار نظاما مؤسساتيا عمر من عهد جوبا الثاني إلى أيامنا هذه.
كم من محن اجتزناها من المجاعات والاضطرابات الاجتماعية، ومن الصراعات، لكن من فكر في الاعتداء علينا وجدنا أمة لا يلين لها عود في التصدي والمقاومة والدفاع عن الوطن وتوابثه.