الطيب حمضي يكشف عن الحلفاء الأربعة لجائحة كوفيد 19 .
أبو اسامة
أكد الطيب حمضي طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية على وجود أربعة حلفاء لجائحة كوفيد 19: براءات الاختراع، وعدم المساواة، والتردد اللقاحي، والتراخي.
وقبل شرح ذلك تساءل الدكتور حمضي مع توالي طهور المتحورات الجديدة، هل نحن في طريقنا لخسارة الحرب؟
ليجيب محللا أن التدابير الوقائية الفردية والجماعية، التي تم تكييفها وفقًا لأحدث الاكتشافات العلمية السريعة، واللقاحات التي تم تطويرها في أقل من سنة، مكنت من إنقاذ الأرواح وإنعاش الاقتصاد والحياة الاجتماعية اينما تم تطبيقها. وقد فتحت الطريق نحو النصر. مشددا على أن يكون التطعيم كاملاً وواسع النطاق وسريعاً، حتى يكون فعالاً، ويحمي الأرواح، ونقلل من مخاطر ظهور المتحورات، ونتغلب على الجائحة. لكن يستدرك حمضي قائلا ؛ للأسف ليس هذا هو حال العالم اليوم، حيث يعني تعاقب الحروف الأبجدية اليونانية (الفا ،بيتا ،ديلتا.!!؟.) أن نهاية الجائحة مؤجلة ومعها العودة إلى حياتنا قبل الطبيعية. ليعرض حمضي بعد ذلك معطيات التحالف الرباعي للجائحة فيما يلي:
اولا :- براءات الاختراع : كان إنتاج اللقاحات ولا يزال غير كافٍ بسبب رفض المختبرات وبعض البلدان رفع براءات الاختراع التي كان من شأنها تسريع إنتاج هذه اللقاحات وإمكانية الحصول عليها، والتي كان من شأنها أيضًا أن تساهم في تهيئة البشرية لمواجهة المتحورات الجديدة والأوبئة المستقبلية. وقد استفادت شركات فايزر وبوينتيك وموديرنا Pfizer وBionTech و Moderna من 8 مليارات دولار من الأموال العامة لتطوير لقاحاتهم. وهم يحققون اليوم ارباحا تزيد عن مليون دولار في اليوم. وكان من الممكن أن يساعد نقل التكنولوجيا على تسريع الإنتاج في غضون ثمانية إلى عشرة أشهر، وإذا اقترن ذلك بنقل المعرفة، يتم تقليص هذه الفترة إلى النصف. كان من شأن دلك تسريع وتيرة الانتاج، والتهيؤ لإنتاج سريع وضخم لنسخ جديدة من اللقاحات إذا لزم الأمر، وتوسيع الصناعة اللقاحية لتهيييء البشرية لمواجهة الاوبئة المقبلة.
ثاتيا :- عدم المساواة :وهذا مرتبط بالسبب الاول المرتبط بالاحتكار الذي أدى إلى عدم المساواة في اللقاحات وتفاقم المشهد الوبائي. و إن تلقيح جميع السكان، بمن فيهم الشباب والأطفال الاقل عرضة للمخاطر، في البلدان الغنية، وترك السكان الاكثر عرضة للخطر دون أي جرعة في بلدان أخرى هو فشل غير أخلاقي. وإن السماح للفيروس بالانتشار بحرية في عدة مناطق من العالم هو خلق الظروف المثالية لظهور متحورات جديدة ويبدو وكأنه بات أمرا مدبرا في إطار منظم لخلق التحورات.ويفسر ذلك في أنه بأفريقيا التي تضم 17٪ من سكان العالم استعملت حتى الآن 3.01٪ فقط من الجرعات المستعملة عالميا. ويتم تلقيح أقل من واحد من كل 14 انسان افريقي بشكل كامل، بينما تم تلقيح أكثر من اثنين من كل ثلاثة أوروبيين في الاتحاد الأوروبي.واذكر أنه في عمود نُشر لي في مطلع فبراير 2021، بعنوان « مع لا عدالة اللقاح، نهاية الجائحة مؤجلة » نددتُ بلا عدالة اللقاح للتحذير من عواقبها. وكذلك تحدث الكثيرون، لكن الاذرع لا زالت تنتظر الجرعات ،اضف إلى ذلك أن الفيروس يستفيد كذلك من لا تكافؤ فرص وصول الدول لوسائل التشخيص من تحاليل وغيرها مما يُعيق تدبير أفضل للوباء. ولم تتمكن مبادرة كوفاكس من تحقيق أهدافها بسبب قلة الإمكانات وعدم التزام الدول الغنية.
ثالثا:- التردد اللقاحي : يظهر ان ان تحالف الفيروس مع التردد في اخد اللقاحات ترك جزءًا كبيرا من السكان في خطر في مواجهة الأوبئة. وفي كل ثانية، أكثر من رحلة طائرة و130 راكبًا على متنها في المتوسط. باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تنتشر الأخبار المزيفة أسرع بست مرات من الأخبار الحقيقية، وتصل إلى جمهور أوسع. جائحة الاخبار الزائفة التي تقتل، وتديم الوباء الفيروسي، وتأخذ المترددين كرهائن. وبالتالي الأخبار الكاذبة عن اللقاحات تحافظ على الخوف وانعدام الثقة، وتوظف تأثير مفهوم Nocebo أو استيهام الآثار الجانبية ضد اللقاحات.
رابعا :- ولعل أكبر حليف لـ SARSCOV2 هو التراخي المتسرع للسكان والحكومات. بعد كل ذروة وبائية، يبدأ شعور زائف بالأمن، يتبعه تراخي، وتندفع الحكومات إلى رفع القيود قبل الأوان. وأن ذلك مع قلة التلقيح عالميا، يشجع على زيادة خطر حدوث طفرات وظهور متحورات جديدة.