أبل تريد شراء وجهي، وهذا هو ثمنه!

أبل تريد شراء وجهي، وهذا هو ثمنه!
شارك

لقد تم استغلال اليدين منذ زمن طويل، مع أجهزة ماك بوك والآي-فون ثم تزيينها بساعات أبل مؤخراً، وتم استغلال أذنيك أيضاً مع سماعات AirPods. ثم ذهب تفكيرهم لأبعد من ذلك، بالطبع لم تكن رجليك، فهي عديمة الفائدة نسبياً على الأقل الآن، فليس لها أي دور يذكر في عالم الميتافيرس، ولا تقلق بالتأكيد سيتم التفكير في كيفية استغلالها في وقت ما، لا تتعجل! ولكن بالنظر إلى جزء مهم وسيجني كثير من المال، إنه وجهك، نعم، فهو معروض للبيع الآن، بعد أعوام من التفكير والأبحاث في كيفية استغلاله لجني المزيد من المال.

وغالبًا ما كان الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، شديد المبالغة في إصراره على أن الواقع المعزز أكثر ملاءمةً للإنسان من قريبه الافتراضي، إذ يحاول الواقع المعزز تعزيز تجربتك الإنسانية، وبذلك تعالت صيحات مؤيدوها. بينما الواقع الافتراضي يحاول السيطرة عليك، وكم هو غريب أن مارك زوكربيرج حريص جدًا على هذا الأخير، كما سيطر بالفعل على كثيرين ووصل إلى عقر دارهم بل إلى تحت أغطية نومهم، يسمع ويحلل ويفهم توجهاتهم وتفكيرهم حتى يتم استغلالها جيداً من أجل جني مزيد من المال.

نميل إلى الاعتقاد بوجود نوعين من البشر: أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى وضع شعار أبل الفاخر على النظارات وخاصة النظارات الشمسية التي سيكون عليها طلباً غير عادي أكثر من مجرد نظارة واقع معزز. كما أنه بالفعل قد ثارت التساؤلات حول مكان شعار أبل، هل سيكون جانب الرأس، أو على الجبهة، وبالفعل يُظهر الكثيرون على يوتيوب تخيلاتهم عن هذا المشهد، وأين يجب أن يكون الشعار حتى يتسنى للجميع رؤيته، وكيف أنهم أصبحوا مختومين بختم أبل، ويعتقدون أن ذلك ميزة مهمة وأنه من مكملات الشخصية.

والنوع الثاني، هم أولئك الذين يهربون من فكرة سيطرة هذه الأجهزة، وكأنها بعوض مزعج قد تفشى بين الناس، مثلما حدث مع الآي-فون والسماعات وغيرها من أجهزة أبل ذات الشعار الفاخر.

بالنظر إلى إحدى شركات النظارات المشهورة مثل شركة “رابي باركر” Warby Parker الأمريكية، لا تضع أي شعار على النظارة سوى حفر بسيط غير مرئي في الداخل، لأن هذه الشركة ومن على شاكلتها تعلم أنه وجهك أنت وليس وجههم.

تخيل أن أبل اشترت هذه الشركة، بالطبع ستجد الشعار في مكان بارز مرئي، وهذا ما يريده مستخدميها، ولسان حاله يقول ها أنا ألبس نظارة أبل، ومعي آي-فون و AirPods وساعة أبل وعندي في المنزل جهاز ماك وهلم جرا. أعتقد أن الفكرة أصبحت واضحة، فهل تعتقد أن هؤلاء باعوا كل شيء لأبل.

يذكرني هذا بمثل طريف حكاه لي بعض الأصدقاء:

“يذكر أن أحدهم كان يصلي وبجانبه اثنين يلاحظانه، فأخذ صاحبنا يحبّر صلاته تحبيراً، ويزيد في الخشوع، حتى أنه كاد يبكي من فرط تصنّعه، حتى أثنى عليه الرجلين، وقالوا: يا له من خاشع متضرع متذلل، ما أحسن صلاته! حتى ما لبث صاحبنا أن التفت إليهم وقال، أما تدرون أنا صائم أيضاً!”

فهؤلاء “الآبليون” حتى النخاع، يكاد يقول لك أحدهم أنه يلبس ملابس حاكتها له شركة أبل.

بالطبع بعضنا قد لا يعنيه الأمر، والبعض الآخر يرى أن ذلك من متطلبات العصر وعلينا مواكبة هذا التطور المتسارع، وما الضير في امتلاكنا لمنتج راقٍ وفخم وموثوق! بالطبع نحن لا نعني هذا (يا صديقي)، ولكن أعني هؤلاء الذين يتعمدون التشمير عن سواعدهم ليكشفوا لنا عن ساعة أبل التي يتزينون بها، ومن يتحدث في الآي-فون ويتعمد إظهار التفاحة، فهذا يبيع ليشتري هذا، وهذا هو الثمن، وللأسف ثمن بخس رخيص.

ومع ظهور نظارة أبل للواقع المعزز، نعلم أننا لن نقاوم كثيراً، وسنقتنيها بحال من الأحوال، وعندها لن يقتصر الأمر على مجرد نظارة، خذ في عين الاختبار، البرامج التي تعمل بها والتطبيقات ومشترياتها، وبهذا تكون أبل استحوذت على وجوهنا.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *