قصة قصيرة جدا: وليمة رأس السنة
بقلم/حبيبة المحرزي تونس.
الطريق مقفر . ضوء سيارة خافت يلوح لها من بعيد. جرت إلى المطبخ. أدارت قرص الفرن ليحمر الدجاج اكثر .اخرجت كعكة المرطبات من الثلاجة وضعتها على الطاولة و ركزت في وسطها شمعة واحدة وردية بعد أن رشت عليها حبات اللوز المحمص . ستحتفل بالعام الجديد مع عيد ميلاده بتأخير طفيف .هكذا أخبرته منذ أيام.
جرت إلى الباب تفتحه. تركته مواربا كي لا يرهقه الانتظار. رسمت على فتيها بسمة تفقدت صدقها في المرآة . لا تريد نكدا. لن تلومه على عدم الاتصال. لن تلومه على التقصير في الزيارات. لن تشكو من آلام الظهر والمفاصل…
لكن لا أحد يدخل .
عادت تفتش عن مسار الضوء الخافت الذي تاه بعيدا. بحثت عن نظاراتها لتستطيع تبين وجهات السيارات وهي جالسة على الأريكة.
في الصباح سارت ببطء تفتح النوافذ لإجلاء رائحة احتراق الدجاج وهي تنير شاشة الجوال وتتمعن في صورته مع الزوجة والاصدقاء وبين يديه قطعة مرطبات تبدو لذيذة جدا .