عشق البلية: عيد الحب

عشق البلية: عيد الحب
شارك

علال بنور

هل من علاقة بين الحب والحرية؟ أينما وجدت الحرية فهناك الحب، الي أي حد هذه المقولة تنطبق على زمان القديس Saint Valentin؟

   وهكذا، فان عيد الحب أو عيد العشاق أو « يوم القديس فالنتان« ، مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم يوم 14 فبراير من كل سنة، لكنه ليس عيدا رسميا، يعد هذا اليوم مناسبة، يعبر فيها المحبون عن حبهم لبعضهم البعض، عن طريق إرسال بطاقات الحب أو إهداء الورد أو الحلوى لأحبائهم او تقديم الشوكولاطا لمن نحب.

وتحمل هذه المناسبة اسم فالنتان، أصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم الحب الرومنسي، الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الإنجليزي  » جفيري تشوسر « في العصر الوسيط، الذي ازدهر فيه الحب العذري. ويرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة، التي تأخذ شكل « بطاقات عيد الحب ». وتتضمن رموز الاحتفال رسومات على شكل قلب وطيور الحمام و ملاك الحب ذي الجناحين.

ارتبط عيد الحب، بقصة القديس فالنتان، الذي رفض قانون الامبراطورالروماني « كلوديس الثاني  » الذي منع الشباب من الزواج. فقام الامبراطور بإصدار هذا القانون لزيادة عدد أفراد جيشه، لأنه كان يعتقد أن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنودا أكفاء. وعلى الرغم من ذلك، كان فالنتان، بوصفه قسًا، يقوم بإتمام مراسم الزواج للشباب في سرية تامة، وعندما اكتشف كلوديس الثاني ما كان فالنتان يقوم به في الخفاء، أمر بإلقاء القبض عليه وأودعه السجن لإعدامه. ولإضفاء بعض التحسينات على قصة فالنتان، تناقلت الروايات أن فالنتان قام بكتابة أول « بطاقة عيد حب » بنفسه في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام فيه، مخاطبا فيها ابنت سجينه، التي اعاد لها بصرها وحصل على صداقتها، أرسل لها رسالة قصيرة قائلاً: « من المخلص لك فالنتان  » ليلة اعدامه.

وتشير الرابطة التجارية لبيع بطاقة الحب في الولايات المتحدة الأمريكية، أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أرجاء العالم سنويا، بلغت حوالي مليار بطاقة، الأمر الذي يجعل هذا اليوم يأتي في المرتبة الثاني بعد عيد ميلاد المسيح، من حيث كثرة عدد بطاقات الحب التي يتم تداولها فيه. وتشير تقديرات الرابطة، إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية ينفق الرجال في المتوسط، ضعف ما تنفقه النساء تقريبا على شراء بطاقات عيد الحب.

وهكذا، كانت تجارة إنتاج بطاقات عيد الحب في منتصف القرن 19، مؤشرا لما حدث بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية من تحويل فكرة عيد الحب، إلى سلع تجارية يمكن الربح من ورائها.  أما في النصف الثاني من القرن 20، فقد امتدت عادة تبادل بطاقات الحب في الولايات المتحدة الأمريكية لتشمل كل أنواع الهدايا، وهي هدايا يقدمها الرجال عادة إلى النساء. تشتمل هذه الهدايا بصورة تقليدية على وردة حمراء او شكولاطا، أما في الثمانينيات من القرن 21، فقد ارتقت صناعة الماس بمنزلة عيد الحب، لتجعل منه مناسبة لإهداء المجوهرات، بطبيعة الحال داخل اوساط الطبقة البورجوازية، يرتبط عيد الحب بالإشارة الى يوم العزاب.

عيد الحب ببعض دول أوروبا:

لعيد الحب تقاليده الإقليمية الخاصة به ، في فرنسا   ، يطلقون على يوم عيد الحب اسم القديس فالنتان ، يحتفلون به بطريقة تماثل إلى حد كبير الطريقة التي يتم بها الاحتفال في بقية البلدان الغربية. كما في اسبانيا، يعرف يوم عيد الحب بنفس الاسم، يحتفل به الناس بالطريقة نفسها التي تتم في فرنسا، على الرغم من أن سكان منطقة كاتالونيا يستبدلونه في معظم الأحيان بمهرجانات، يتبادلون فيها الزهور والكتب، يطلقون عليه اسم (يوم القديس جورج). وفي البرتغال  ، يطلقون على هذا اليوم؛ اسم (يوم العشاق). وفي الدنمارك والنرويج، يُعرف بيوم عيد الحب الذي يتم الاحتفال به يوم 14 من شهر فبراير أما في السويد، فيطلق على هذا اليوم اسم » يوم كل القلوب ». أما في فيلندا، فيطلق على هذا اليوم اسم «يوم الصديق ». وكما يشير الاسم، يرتبط هذا اليوم بتذكر الإنسان لكل أصدقائه وليس فقط لمن يرتبط معهم بعلاقة حب.

 بدأ الاحتفال به في الستينيات من هذا القرن، فوجد اهتماما من طرف تجار بيع الزهور، كما جاء الاحتفال بهذا اليوم أيضا نتيجةً للتأثر بالثقافة الأمريكية.

عيد الحب ببعض دول آسيا:

بفضل تكثيف الجهود التسويقية، أصبح عيد الحب من المناسبات التي يتم الاحتفال بها في بعض الدول الآسيوية. ويعتبر سكان دولة سنغافورة والصين وكوريا الشمالية، أكثر سكان دول آسيا إنفاقا للأموال على شراء هدايا عيد الحب. أما في اليابان، فقد ابتكرت واحدة من أكبر شركات الحلوى اليابانية في سنة 1960 تقليدا حديثا، يقضي بأنه يمكن للنساء فقط أن يقمن بإهداء الشوكولاطا للرجال في هذه المناسبة. وبالتحديد، تقوم الموظفات في الشركات والإدارات العمومية، بإهداء زملائهم في العمل الشوكولاطا. وهو اليوم الذي بدأت الرابطة اليابانية الوطنية لمنتجي الحلويات الاحتفال به، على أنه « يوم رد الهدية »، الذي يكون فيه متوقعا من الرجال، أن يعاملوا النساء اللاتي قمن بإهدائهن الشوكولاطا في عيد الحب بالمثل، ويقوموا بإهدائهن إحدى الهدايا. أصبحت العديدات من النساء ملزمات بإهداء كل زملائهم في المهنة من الرجال الشوكولاتطا. وتقاس شعبية الرجل وحبه وسط زملائه بكمية الشوكولاطا التي تلقاها كهدية في هذا اليوم. وتعتبر مناقشة هذا الموضوع مسألة حساسة بالنسبة للرجال، يرفضون الإفصاح عنها حتى يتأكدوا أن من يتحدثون إليهم لن يصرحوا للآخرين بكمية الشوكولاطا التي تلقوها. أما زملاء المهنة من الرجال الذين لا يتمتعون بالشعبية بين زميلاتهم، فيتلقون نوعا من الشوكولاطا الرخيصة، التي تلتزم النساء « إجباريا » بإهدائها إليهم.

فالشائع هو أن يقوم الرجل بإهداء المرأة التي يحبها الشوكولاطا أو الزهور أو كليهما. ففي الفلبين، يطلق على عيد الحب اسم »يوم القلوب ». ويتميز هذا اليوم عادة بالزيادة الكبيرة التي تطرأ على أسعار الزهور.

اما بكوريا الجنوبية ، تقدم النساء الشوكولاطا للرجال يوم 14 فبراير بينما الرجال يردون الهدايا للنساء من الحلوى يوم 14 مارس .

عيد الحب بالمغرب:

ينظر المغاربة على أن مسألة مظاهر الاحتفال بعيد الحب من الأمور الشخصية، والبعض يعتبرونه كالاحتفال براس السنة الميلادية، احتفالا أوروبيا خرج إلى العالمية، ولا يرى معظم المغاربة في ذلك أي تناقض مع قيم المجتمع، فهو احتفال رمزي يتبادل من خلاله الناس الورود والهدايا.

فعلى الرغم من الأفكار الرافضة للاحتفال بعيد الحب في المغرب، إلا أن هذه المناسبة أخذت مكانتها في المجتمع، خصوصا أنها تعتبر مناسبة للتجار لحصد الأرباح، بحيث يقوم التجار باستغلال هذه المناسبة، لبيع الورود والهدايا العاطفية، وكذلك تدخل ضمن التنشيط السياحي، لذا فإن تحالف المال والحب أَصبحا قادران على جعلها مناسبة سنوية إيجابية. كما أن العديد من المغاربة، لا يرون في ذلك أي سلبية أو مس بالثقافة المغربية، بل تصنف في نطاق الانفتاح والتسامح والتفاعل الثقافي، الذي يعرفه المغرب، غير أن هناك استطلاعا كشف، أن 2016 تراجعت فيه مبيعات الورود.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *