أمال العماري تلقي خطابا باسم الاتحاد المغربي للشغل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 25 الاتحاد العام التونسي للشغل
المنظار
شاركت السيدة أمال العماري رئيسة فريق الاتحاد المغربي للشغل بالغرفة الثانية وعضو الأمانة العامة للاتحاد في المؤتمر 25 للاتحاد العام التونسي للشغل، والذي افتتحت أشغاله بمدينة صفاقس يوم الأربعاء 16 فبراير، حيث نقلت للمؤتمرين تحيات الأمين العام الميلودي المخارق وكافة أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل وعبارات
التضامن للأمين العام التونسي السيد نور الدين الطبوبي وللقيادة النقابية والمؤتمرات والمؤتمرين وكل ضيوف المؤتمر.
و ما جاء في كلمتهاL أن هذا المؤتمر ينعقد وتونس تنادي كل بناتها وأبنائها الأحرار، على حد تعبير الرفيق الطبوبي و منظماتها الوطنية، لبناء صرح الديمقراطية.
مؤتمركم هذا، يلتئم في ظرفية دولية وإقليمية مليئة بالتحديات ، زادتها الانعكاسات الوخيمة لكوفيد 19 صعوبة وتعقيدا. تلكم الجائحة التي عصفت بالمقومات الاقتصادية للعديد من الدول ، فشلت قطاعات حيوية بأكملها، و أبانت عن هشاشة منظوماتنا الصحية و الاجتماعية . و على الرغم من المجهودات الاستثنائية المبذولة للحد من الأزمة فقد تكبدت الطبقة العاملة و الفئات الشعبية في بلداننا على غرار دول المعمور، الخسائر الاجتماعية ، بعد فقدان الملايين من مواطن الشغل و استفحال البطالة و اتساع رقعة الفقر و الآفة و التمييز ، خاصة في صفوف النساء، والفئات الهشة، و ما صاحب ذلك من استغلال للطوارئ الصحية كذريعة للتقليص من هامش الحريات الفردية و الجماعية .
إننا نعيش اليوم زمن التحولات الكونية المتسارعة والتحديات المعقدة، الديمغرافية منها و التكنولوجية، و البيئية، و التي تفرض على كل مكونات الحركة النقابية محليا و إقليميا و دوليا، صياغة الأجوبة الجماعية لمواجهة هذا الواقع الجديد الذي لا يرتفع ، إلا بقدر عملنا فيه بادراك و تصميم، من أجل مستقبل أفضل قوامه العمل اللائق، العمل الذي نريد ، و محوره الإنسان.
علينا أن نكون كما كنا دائما ولربما بضراوة اكبر وقوى، مقاومين لكل محاولات التراجع عن ما راكمته الطبقة العاملة من مكتسبات حقوقية و وسياسية واجتماعية، إعلاء لقيم الحرية و المساواة والعدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و الإنصاف و التضامن. فجسامة مسؤولية الحركة النقابية اليوم لا تقل عن ما اضطلعت به من مسؤوليات وطنية و ادوار تحررية و واجبات نضالية إبان فترة الاستعمار.
الإخوة و الأخوات
في قلب هذه المدينة المناضلة و قبل 61 سنة انعقد، مؤتمر صفاقس التاريخي، الذي جمع قادة الحركة النقابية المغاربية المكافحة ضد الاستعمار، والمناضلة من أجل اتحاد مغاربي مستقل متقدم وديمقراطي
و نضالكم اليوم في الاتحاد العام التونسي للشغل كتنظيم نقابي طلائعي، لا يختلف عن الالتزامات التاريخية لرواد الحركة النقابية المغاربية آنذاك بمواصلة الكفاح حتى تحرير كل أقطار المغرب الكبير و دعم الحركة النقابية و النهوض بأوضاع الطبقات الشعبية وتحقيق الحرية والرفاهية، كما يستشف من مخرجات مؤتمر صفاقس 1961 أو قبله في مؤتمر طنجة سنة 1957.
واليوم نتابع بافتخار مع رفاقنا في الحركة النقابية، كل الخطوات النضالية للاتحاد العام التونسي للشغل، استمرارا لكفاحه في معركة التحرر الوطنية و لدوره السلمي و المشهود به عالميا في تثبيت ثورة الياسمين، و لمهامه الحالية في إرساء أهدافها و تعزيز أسس الدولة الديمقراطية و مقومات العدالة الاجتماعية.
إن الاتحاد المغربي للشغل وعموم الطبقة العاملة المغربية واعون كل الوعي بارتباط المصير بين مكونات الشعوب المغاربية، وليست الانتفاضة العمالية المغربية في 8 دجنبر 1952 عقب اغتيال الشهيد فرحات حشاد، ابن منطقة صفاقس المناضلة، إلا أحد وجوه الوعي النقابي والعمالي بوحدة المصير.
و في الأخير نتمنى لمؤتمركم ال 25 هذا، كامل النجاح و التوفيق على مستوى النقاش و التحليل العمالي والسياسي و على مستوى المخرجات والقرارات والتوصيات، مما سيعطي للاتحاد العام ولكل شعب تونس المكافح زخما جديدا لتحقيق الآمال و الطموحات المنشودة.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة، و في ظل استفحال الهجمات الاستيطانية بفلسطين الشقيقة، أن نجدد تضامننا اللامشروط مع نضالات الشعب الفلسطينى الأبي في كفاحه من أجل نيل حقوقه التاريخية المشروعة.)