استلهاما من ذكرى اليوم العالمي للغة الأم
يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير من كل سنة، استحضارا من المجتمع الدولي لما تحظى به اللغات من ثقل استراتيجي في حياة الإنسانية بوصفها من المقومات الجوهرية للهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية؛ كما يعد هذا الاحتفال مناسبة للوقوف على حالة اللغات المهددة بالاندثار والتي يقدرها الخبراء بما لا يقل عن 43 % من اللغات المحكية في العالم والبالغ عددها أزيد من 6000 لغة.
وإيمانا منها بأهمية هذا الاحتفال ودوره المحوري في التحسيس بالمخاطر التي تهدد الكثير من اللغات الأم، فإن تكتل تَمْغْرَبِيتْ للالتقائيات المواطنة، المعروف اختصارا بِتَاضَا تَمْغْرَبيِتْ، يعلن للراي العام ما يلي:
- إن المقصود باللغات الأم للمغاربة هو الأمازيغية بتعابيرها اللسنية والدارجة المغربية بتعابيرها إضافة إلى الحسانية والعبرية؛ إنها اللغات الأم للمغاربة والتي بدون حمايتها لا يمكن حماية الثقافة المغربية، فهي وعاء ثقافتنا وأساس حضارتنا كما أنها العنوان الرئيسي لعبقرية الشعب المغربي.
- إن خطر الاندثار الذي يهدد اللغات الأم للمغاربة وخصوصا اللغة الأمازيغية ليس سرا من الأسرار ولا اكتشافا حديثا، بل وضع سبق للعديد من الباحثين وان أشاروا إليه كما أنه معطى من معطيات أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار. فهذا البرنامج التفاعلي الذي أعده خيرة اللسانيين في العالم تحت إشراف اليونيسكو، يقدم بيانات عن نحو 2500 لغة مهددة بالاندثار من أصل أزيد من 6000 لغة متحدث بها عبر العالم، كما أنه يقدم معطيات عن اللغات اتي اندثرت خلال الخمسين سنة الأخيرة.
- إن مواجهة الأخطار المحدقة باللغات الأم للمغاربة يتطلب التفعيل المنصف للمقتضيات، ذات الصلة، المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية ولا سيما مضمون المادة الخامسة من الدستور التي تنص، من بين ما تنص عليه، على أنه « تظل اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها. تعد اللغة الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء ».
- إن اعتبار الأمازيغية رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، يحيل إلى الوضع الخاص الذي خص به المشرع الدستوري اللغة الأمازيغية، تأكيدا منه على أن رسمية اللغة الأمازيغية تهم المغاربة جميعا وبدون استثناء، كما كان الحال بالنسبة للغة العربية منذ فجر الاستقلال.
- إن اعتبار الأمازيغية رصيدا مشتركا لجميع المغاربة يستوجب عملا تواصليا ومجهودا بيداغوجيا جبارا بغية تنوير الرأي العام بأهمية إعادة الاعتبار للغتنا الأمازيغية، مجهود تواصلي تُعَبَّأ من أجله كل قنوات الإعلام العمومي والخاص وفق مقاربة تشاركية منفتحة على الجمعيات والمنظمات الأمازيغية التي راكمت تجربة كبيرة في مجالات اللغة والثقافة الأمازيغيتين؛ فبدون هذا العمل التواصلي ستصطدم التزامات الحكومة بالكثير من جيوب مقاومة رسمية الأمازيغية، كما ستصطدم بالنظرة الدونية للأمازيغية، النَّاجِمَةِ عن أزيد من ستة عقود من تهميشها وإقصائها.
تكتل تَمْغْرَبِيتْ للالتقائيات المواطنة
الرئيس
عبد الله حتوس