ردود فعل الشقيقة الجزائر على موقف اسبانيا الاخير

ردود فعل الشقيقة الجزائر على موقف اسبانيا الاخير
شارك

عبد العزيز شبراط

azizchebrat@gmail.com

ثارت ثائرة الجزائر الشقيقة عقب الموقف الأخير للجارة الإسبانية تجاه قضية وحدتنا الترابية، واستدعت سفيرها للتشاور فورا، ما يثير الاستغراب في موقف الجزائر هذا، هو أسبابه المستعصية الفهم! هل الصحراء المغربية جزء من الاراضي الجزائرية؟ أم أن المغرب اقتطع جزءا من أراضيها؟ موقف غريب حقا!

إسبانيا تعلم علم اليقين الوضعية الحقيقية للصحراء المغربية أكثر من أي دولة أخرى، بحكم أنها كانت تحتلها الى غاية 1975، لكن فيما يضر المغرب الجزائر؟ أليس هذا الأمر ضربا من الخيال؟!

وعليه فإن ما قامت به اسبانيا هو أمر طبيعي نظرا للعلاقات القائمة بين المغرب واسبانيا منذ عقود من الزمن، حيث ظلت هذه العلاقات متواصلة وبدون مشاكل، إلى أن غررت الجزائر بنفسها وباسبانيا حينما اتفقت مع بعض ممن يضعون مصالحهم الشخصية قبل مصالح أوطانهم، فسمحوا لزعيم جمهورية الوهم دخول الاراضي الاسبانية بجواز مزور قصد العلاج من فايروس كورونا، وهو الامر الذي أقلق المغرب وترتب عنه تدهور العلاقات بينه وبين الجارة الايبيرية، كيف يحق لدولة شقيقة وذات سيادة أن تلجأ الى تزوير وثائق رسمية، لشخص مجهول الهوية، وتتوافق مع جهات اسبانية لينتقل من الجزائر وعبر طائرة خاصة ويحط الرحال باسبانيا، قيل حينها ( أن الأمر أمر إنساني) من أجل العلاج، أهكذا نقوم بالتزوير لغرض إنساني!؟ إسبانيا إذن أدركت ما تعرضت له من تمويه وتزوير، فكانت لها الجرأة لإعادة الأمور إلى طبيعتها.

 دولة بكاملها تسمح بالتزوير في وثائق رسمية وتستمر في رفع الرأس والمطالبة بحقوق وهمية هي نفسها لا تعرفها! في كل دقيقة يتغير العالم، وتتغير مواقف الدول، إلا الجارة الجزائر لا زالت تصر أن التاريخ متوقف في حدود سنة 1975.

لماذا تصر الجزائر على مفهوم لم يعد بيننا ورحل منذ زمن، مبدأ تقرير المصير، حتى الأمم المتحدة التي بين يديها المشكل المفتعل للصحراء المغربية لم تعد تتبنى هذا، بقدر ما تتبنى موقفا واقعيا ومتفق عليه، والموقف الواقعي والمتوافق عليه، كما عبر عن ذلك مجموعة من الدول، و هو ما يقترحه المغرب أي موقف الحكم الذاتي.

لماذا الجزائر تعلن من جهة أن الأمر لا يعنيها، ومن جهة أخرى تتدخل في الأمر، وتمول الكيان الوهمي على حساب مصالح شعبها ومصالح شعوب المغرب الكبير؟

وإذا كانت الجزائر عاطفية الى هذا الحد، فما عليها سوى منح جبهة البوليساريو أرض تندوف لتصنع فوقها هذه الأخيرة إمارة تابعة للجزائر، ويبدو أن واقع الأمر يسير في هذا الاتجاه، حيث أنه مع توالي الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف العديد من الدول، ستجد الجزائر نفسها أمام واقع جديد، ستضطر معه إلى اعتماد حلين لا ثالث لهما: إما إدماج عناصر البوليساريو بين مواطنيها أو طرد العصابة خارج حدودها!

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *