توسّلاتُ ونجوى ..
د. سعيد ألعنزي تاشفين
سبحانه و تعالى علّم آدم الأسماء كلها ثم عرضها على الملائكة ، و زرع اللّهجة قناديل شمس تنير تخوم الغموض ترانيم التجلّي بهذا الكون الفسيح ..
سبحانه تجلّى موردا للضوء يشعّ في قلوب المذنبين أملا في رحاب عفو الحليم الرحيم المتعال ..
سبحانه أشعلنا حصى؛ ليل لائلٌ هو الذي يُنكرنا ، كهف غائرٌ هو الذي ننبت فيه و لكننا لا نستطيع معه صبرَا ؛ و خُلق الإنسان هلوعَا ..
نواميس وسجايا وآيات و لهم قلوب لا يعقلون بها، مَن فيه ظنٌ يلعن أخوات أوشك وقرب، والنبيّ شيّبته هودُ وأخواتها، وكان الإنسان عجولاَ ..
يا ربّي إن كان لا يلوذ بك إلاّ مؤمنُ فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ
يا ربّي إن عظمت ذنوبي كثرةً، فلقد علمتُ أن عفوك أعظمُ ؛ورحم الله المتنبي وأبا نواس وسائر المستغفرين المتضرّعين نجوى همسِ في حضرة الغفور الحليم ..
موبغاتُ الهمس دعواتُ الجوف ، وأحجياتُ الغرس و مُلهماتُ العرس ، و جادلاتُ الأمس ومنتهى الكبوة لمحه ؛ و » من عاد لي وليّا أدانته بالحرب » ، ورحم الله الحلاّج وابن سبعين و عمر الخيام ، و ما يزال الخير قائمًا في قلوب التوّاقين إلى حضن العزيز الرحمان ..
ذات يوم آتِ ، و كل آتِ قريبُ، و رحم الله سقراط ، ستخرج كل الشظايا منفلتة من قبضتها بهذه الأرض الضيّقة بما رحُبت، وإذا مسّه الخير منوعَ وإذا مسّه الشر جزوعًا « ، وكان الإنسان أكثر شيءِ جدلاَ..
سبحان من قال: إن الأرض تُخرج الأثقال فترى يوم يطوي الوجود كطيّ السّجل للكتاب ، وكل الموبقات قُدّت ترتديها الأنفس لِمامَا، لكني ضمنهم مقدودُ الخاطر من قبلُ لم أتعلم غير اسم الالتفات ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد، وكفى به وكيلاَ، يدبّر أمري ولا علم لي، وهو سبحانه العزاء فينا وما يزال وما مسّه من لُغوب .
