شاط الخير على زعير وفرقوه بالبندير

شاط الخير على زعير وفرقوه بالبندير
شارك

ذة/ ثريا الطاهري.

   مع جذور الأمثال في الثقافة الشعبية

      يضرب المثل حاليا قدحا، للإنسان البخيل الذي قد يلجأ إلى فعل محمود رياء أمام الناس، وليس حبا في فعل ذاك العمل من أصله. لكن قصة هذا المثل تبقى بعيدة كل البعد عن ذلك.

      فقديما كان السوق في المغرب، هو المكان الذي تتبادل فيه الأخبار والمعلومات بين القبائل التي تقصده للتبرع، واقتناء مختلف الحاجيات. وقصة اليوم حدثت في عهد السلطان الحسن الأول، حيث كانت منطقة زعير، وهي حاليا جهة الرباط – سلا – زمور . وتقع في الشمال الغربي للمغرب على الهضبة الوسطى التي تغطي جزءا كبيرا، منها إقليم الخميسات. وهي  –  طبعا – من المناطق المهمة بالمغرب، وتحتل المرتبة الأولى  – آنذاك –  في إنتاج القمح والشعير والقطاني. وقديما  كان يتم التبادل في مثل هذه الأسواق  بالحبوب، مقابل مواد أخرى كالسكر والملح والذهب والفضة ،وما إلى ذلك .

ومع مرور الزمن، عرفت احدى السنوات  ارتفاعا كبيرا في محاصيل الإنتاج الزراعي، فحمل سكان زعير فائض الإنتاج نحو الأسواق الأخرى فوق البهائم، وحتى فوق الأبقار المراد بيعها، وبالوصول إلى الأسواق، يفرغون حمولتهم، ويجعلونها على شكل كومة  (جمع أكوام)  وهو ما اجتمع وارتفع.  وكانوا يزنونها بالمغارف أو البنادر لبيعها، وحتى إذا ما حصلوا على ارباحهم، طلبوا من سكان تلك المناطق أخذ ما بقي من المنتوجات قائلين: لقد اتينا بالبهائم محملة، وبعنا ما كتب الله، وما بقي فخذوه صدقة. ولوجود كثرة الاوباش وقيام الفوضى، طلب الناس من أهل زعير أن يوزعوا ذلك بأنفسهم، فبدأوا يغرفون بالبندير ويفرقون على الناس(والبندير هو الشكل المعروف حاليا عند مجموعة عبيدات الرمى ) ومن هنا أتى أصل هذا المثل .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *