(الجار قبل الدار ) عن الامثال الشعبية أحكي.

(الجار قبل الدار ) عن الامثال الشعبية أحكي.
شارك

ذة/ ثريا الطاهري

      يكثر استخدام الأمثال الشعبية بين الناس للتعبير عن المواقف الحياتية المختلفة ووراء كل مثل قصة وتجربة معينة وقيم بسيطة، وقصة اليوم أسوقها لكن/لكم ملخصة فيما يلي:

                     كان للعلاقات الاجتماعية والإنسانية نصيب الأسد في الأمثال الشعبية عند العرب الذين تميزوا بطلاقة اللسان والقدرة على قول الحكم ،والتجاهل وفق ما يتناسب ومختلف المواقف الحياتية .ومن أبرز الأمثال التي نرددها دوما ،وفي مختلف المناسبات قولنا : « الجار قبل الدار »، وهناك خلف هذا المثل قصة تعود إلى رجل كان جارا » لأبي دف البغدادي ». وبعد ان اشتدت حاجة هذا الرجل، وكثرت عليه الديون، فما كان منه الا أن يلجأ لبيع منزله، وبالفعل عرضه للبيع مقابل مبلغ 1000 دينار وكان المنزل يقدر ب500 دينار ،وأخبره الجيران بأن المبلغ يفوق بكثير ثمن المنزل، فسأله » ابو دف » لماذا يضاعف القيمة المالية الأصلية للمنزل، وإن كان يحتوي على ميزة خفية تساوي تلك الزيادة، لكنه تفاجأ برد صاحب البيت الذي قال بأنه يبيع البيت بثمنه الحقيقي500 دينار والجيران ب500دينار، تفاجأ « ابو دف البغدادي » بذلك فما كان منه إلا أن قدم العون والمساعدة للرجل وسدد ديونه، وأكد صاحب المنزل انه عندما اشترى منزله منذ 20 عاما كان يفكر في الجيرة التي ربطته بهم علاقة أخوة وصداقة، ووجد منهم طيبة الأصل، ولما كبر اولاده وتزوجوا ورحلوا عنه رفض أن يترك عشرته وجيرته التي يرى قيمتها من قيمة منزله.

      وقد قيل الكثير حول هذا المثل ومنه قول الله تعالى:(والجار ذي القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب ) في سورة النساء، الآية 36. فالجار له حق عليك بل حقوق، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي(ص)قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه).

      ومن هذا المنطق والمنطلق كانت للجيران اهمية وفضلا عظيما.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *