الدار البيضاء: غسل السيارات ب 15 درهم بمياه حديقة عمومية بين عمارات بورنزيل بحي البرنوصي
علال بنور
لا يختلف شخصان عاقلان في القول، ان المواطنة الحقة تقتضي الالتزام بالواجبات والحقوق، التي ينص عليها القانون ويفرضها احترام الاخر، كما ان المواطنة تقتضي الاستمتاع بشروط الحياة في حدود احترام الاخر.
نثمن مجهودات المجالس الترابية والسلطات المحلية، لتوفير السلامة الصحية والنظافة وحدائق تليق بالساكنة، والحق في بيئة نظيفة وجميلة، تليق بإنسانية الانسان، الشيء الذي يفرض علينا كمواطنين حماية البيئة. لكن ما نرفضه هو تخلي المجالس والسلطات المحلية عن الحدائق، اما مرتعا للصوص والمشردين، او تركها للأطفال لتحويلها الى ملاعب، الشيء الذي يحولها عن دورها البيئي والاجتماعي، كمكان للمتعة البصرية والجلوس.
من خلال زيارة (المنظار) في مجرى شهر يونيو لعمارات برنزيل، التابعة ترابيا لمقاطعات عمالة مولاي رشيد، وقفنا على حديقة تقدر مساحتها ب 4000 متر مربع في شكل طولي، يحيط بها سور، يعلوه شباك حديدي، مساحتها مرتبة بشكل منظم بها ممرات متربة، وصفوف من الأشجار الغريبة Exotique في تناسق جميل وتقطيع محكم، ذات الاخضرار طيلة السنة. اكيد انها أشجار نقلت من مكان اخر بالنظر لشكل جذوعها الضخمة ولغرابتها عن المكان.
حديقة بدون مقاعد للجلوس، ولا زوار، من خلال ملاحظة عينية، يبدو ان مجلس المقاطعة، قد صرف أموالا ضخمة في تهيئتها، غير انها للأسف، معرضة للإهمال، يؤثث جنبات السور، شباب يضعون براميل بلاستيكية ضخمة الحجم مملوءة عن اخرها بالماء، المجلوب من صنبور ارضي، يوجد بالحديقة لغاية سقي نباتها، لكنه يتحول عبر أنبوب بلاستيكي الى خارج الحديقة، لغسل السيارات في واضحة النهار، يحيط بالحديقة 5 محطات للغسل رسمية، أكد لنا ساكن المنطقة، ان عدد النشطاء يزداد حسب الطلب بحسب المواسم والمناسبات.
الذي اثار انتباهنا بالسؤال من يؤدي ثمن هذه المياه المستعملة في غير غرضها؟
لماذا هذه الحديقة بجمال اشجارها مهملة بدون مقاعد ولا زوار؟
الا يتوفر مجلس المقاطعة ذي التوجه الإسلامي (حزب العدالة والتنمية) على جهاز الشرطة الإدارية لحماية هذه الحديقة الجميلة بأشجارها فقط؟
